اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 493
الزنادقة والمنافقون، الذين مقصودهم الطعن في الإسلام، وأهله من أهل البيت، وغيرهم، فإن من سمع مثل هذا وشهرته وما فيه من الكذب قد يظن أو يقول إن المنقول إلينا من معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء هو من الجنس، ثم إذا تبين أن الأمة سّبَّتْ أهل بيت نبيها، كان فيها من الطعن في خير أمة أخرجت للناس ما لا يعلمه إلا الله، إذ كل عاقل يعلم أن الإبل البَخَاتي كانت مخلوقة موجودة قبل أن يبعث الله النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل وجود أهل البيت، كوجود غيرها من الإبل والغنم، والبقر والخيل والبغال [1]، وللأسف الشديد، فقد شحنت المصادر التاريخية الإسلامية، مثل تاريخ الطبري، وتاريخ ابن عساكر وغيرهما بمثل هذه الأباطيل والأكاذيب، ممّا يتطلب تحقيقاً علمياً لهذين الكتابين خاصة، ولغيرهما من كتب التاريخ [2].
الرابع عشر: ما قيل من رثاء في الحسين رضي الله عنه:
قال سليمان بن قَتّة التيمي:
وإن قتيل الطَّف من آل هاشم ... أذل رقاباً من قريش فذلّت
مررت على أبيات آل محمد ... فألفيتها أمثالها حين حُلّت
وكانوا لنا عُنْماً فعادوا زبّة ... لقد عظمت تلك الرازيا وجَلّت
فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت
إذا افتقرت قيسٌ جبرنا فقيرَها ... وتقتلنا قيس إذا النّعلُ زلّت
وعند غِنيِّ قطرة من دماءنا ... سنجزيهم يوماً بها حيث حَلّت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد أقشعرت (3)
وقال أبو الأسود الدِّيْلي في قتل الحسين رضي الله عنه:
أقول وذاك من جزع ووجد ... أزال الله ملك بني زياد
وأبعدهم بما غدروا وخانوا ... كما بعدت ثَمود وقوم عاد
هموا خَشَمُوا الأنوف وكنا شُمّا ... لقتل ابن القُعَاسِ أخي مراد (4)
قتيل السوق يا لك من قتيل ... به نضح من أحمر كالجِساد
وأهل نبينا من قبل كانوا ... ذوي كرم دعائم للبلاد
حسين ذو الفضول وذو المعالي ... يزين الحاضرين وكَّلَّ باد
أصاب العِزَّ مَهْلِكُهُ فأضحى ... عميداً بعد مصرعه فؤادي (5) [1] الفتاوى (4/ 306). [2] أحداث وأحاديث فتنة الهرج صـ213.
(3) الطبقات (1/ 512) تحقيق السُّلمي.
(4) ابن القُعَاس: وصف لهانيء عروة يقال: رجل أقعس: ثابت عزيز منيع لسان العرب (6/ 177).
(5) الطبقات تحقيق السُّلمي (1/ 512).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 493