اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 415
في هذا الجانب، أن الشاعر ربيعة بن عامر الدارمي المعروف ب ((مسكين الدارمي))، وكان مما يؤثره يزيد ويصله، أنشد في مجلس معاوية، وكان المجلس حافلاً ويحضره وجوه بني أمية فقال:
ألا ليت شعري ما يقول ابن عامر ... ومروان أم ماذا يقول سعيد
بني خلفاء الله مهلاً فإنما ... يبوئها الرحمن حيث يريد
إذا المنبر الغربي خلاّه ربُّه ... فإن أمير المؤمنين يزيد
فقال معاوية، ننظر فيما قلت يا مسكين ونستخير الله ولم يتكلم أحد من بني أمية إلا بالإقرار والموافقة (1)
3 ـ قبول أهل الشام لبيعة يزيد:
أدرك معاوية رضي الله عنه حرص أهل الشام على بقاء الخلافة فيهم، فقد حسم أهل الشام أمرهم وأصبح خيارهم في ولاية العهد ليزيد ووجدوا فيه ضالتهم لاستمرار صدارتهم في الدولة الإسلامية ولم يكن أهل الشام يستغربون فكرة توريث الخلافة كما كان يستغربها أهل الحجاز، فقد عهدوها من قبل إبان حكم البيزنطيين لهم، بل إن بعض أهل العراق أيضا كانوا فيما يبدو مهيئين لتقبل فكرة توريث الخلافة ولكن من منظور خاص، حيث يرون أحقية أهل البيت بها واستمرارها فيهم وقد تأثروا في ذلك بنظام الحكم الساساني للفرس قبل الفتح الإسلامي لهذه البلاد [2]، إن أهل الشام استجابوا لرغبة معاوية في تولية يزيد ولياً لعهده من بعده وكان ذلك بعد رجوع يزيد من غزوة القسطنطينية، وقد أدى طرح هذه الفكرة إلى قبول وإجماع من أهل الشام بالموافقة على بيعة يزيد، ولم يكن هناك أي معارض [3]، وقد أسهم أهل الشام فيما بعد في أخذ البيعة ليزيد من الأمصار الأخرى مثل الحجاز [4].
4 ـ بيعة الوفود:
عقد معاوية رضي الله عنه اجتماعاً موسعاً في دمشق بعد ما جاءت الوفود من الأقاليم وكانت هذه الوفود تضم مختلف رجالات القبائل العربية، فمثلاً من بلاد الشام: الضحاك بن قيس الفهري، ثور بن معن السلمي [5]، عبد الله بن عضاة الأشعري، عبد الله بن مسعدة الفزاري،
(1) الشعر والشعراء لابن قتيبة (1/ 455)، دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين صـ104. [2] مسند أحمد (2/ 325) الموسوعة الحديثية حسن لغيره. [3] تاريخ خليفة صـ211، مواقف المعارضة في خلافة يزيد صـ89. [4] تاريخ فلسطين، هاني أبو الرب صـ319، 320، البيان والتبيين (1/ 392). [5] مختصر تاريخ دمشق (3/ 386).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 415