responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 409
فأخذوا بالشعاب والطرق، فأحدقوا به، فعيَّ [1] بالأمر فولى المهلب الحرب، فلم يزال المهلب يحتال حتى أخذ عظيماً من عظمائهم، فقال له: اختر بين أن أُقتلك، وبين أن تخرجنا من هذا المضيق، قال له: أوقد النار حيال الطريق لتسلكوه فإنهم يستجمعون لكم، ويعرون ما سواه من الطرق، فبادرهم إلى غيره فإنهم لا يدركونك حتى تخرج منه، ففعلوا ذلك، فنجا وغنموا غنيمة عظيمة [2]، وعن عبد الرحمن بن صبح قال: كتب إليه زياد: والله لئن بقيت لك لأقطعن منك طابقاً سحتاً [3]، وذلك أن زياداً كتب إليه لما ورد بالخبر عليه بما غنم: إن أمير المؤمنين كتب إلى أن أصطفى له صفراء وبيضاء [4]،والروائع [5]، فلا تحركن شيئاً حتى تخرج ذلك [6]، فكتب إليه الحكم: أما بعد، فإن كتابك ورد، تذكر أن أمير المؤمنين كتب إلي أن أصطفي له كل صفراء وبيضاء والروائع، ولا تحركن شيئاً، فإن كتاب الله عز وجل قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنه والله لو كانت السماوات والأرض رتقاً (7)
على عبد اتقى الله عز وجل جعل الله سبحانه وتعالى له مخرجاً، وقال للناس: اغدوا على غنائمكم، فغداً الناس، وقد عزل الخمس، فقسم بينهم تلك الغنائم، قال: فقال الحكم: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني، فمات بخراسان بمرو [8]. إن خبر قسمة الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه الغنائم بين أفراد جيشه ذكره ابن عبد البر [9]، وابن الجوزي [10]، وابن الأثير [11]، وابن كثير [12]، وتتفق هذه المصادر حول طلب معاوية رضي الله عنه اصطفاء الذهب والفضة وعدم قسمتها بين الجيش ـ لكنها لم تورد هذا الخبر بأسانيد صحيحة ـ وزاد بن كثير أن معاوية رضي الله عنه طلب أن يرسل الذهب والفضة إلى بيت المال [13]، وهنا يجدر التذكير بأن مصارف الغنيمة في الإسلام قد بينها الله سبحانه وتعالى في قوله: ((واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القُربى واليتامى والمساكين وابن

[1] عيَّ، وعيي: عجز: القاموس المحيط 1697.
[2] الكامل في التاريخ (2/ 476).
[3] لأقطعن منك طابقاً سحتاً: أي لأستأصلن ما خبث من كسبك.
[4] الصفراء والبيضاء: هما الذهب والفضة.
[5] الروائع: المقصود بها في هذا المقام، ما أعجبك وسرك من الغنائم.
[6] الرتق: ضد الفتق، وهو الالتحام، لسان العرب (10/ 114).
(7) الرتق: ضد الفتق، وهو الالتحام، لسان العرب (10/ 114) ..
[8] تاريخ الطبري (6/ 167).
[9] الاستيعاب (1/ 357).
[10] المنتظم (5/ 230).
[11] الكامل في التاريخ (2/ 476).
[12] البداية والنهاية (11/ 217).
[13] البداية والنهاية (11/ 217).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست