responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
على سكان الحرمين الشريفين، كمعونة لهم ([1]
وكان بالجزيرة مكان الروضة قبل أن تبنى بها دار صناعة السفن في عهد معاوية خمسمائة عامل مستعد لأي حريق يكون في البلاد أو هدم للإعانة في الكوارث وتقديم الخدمات الاجتماعية لأهل المنطقة [2]، ومن التكافل الاجتماعي في عهد معاوية مراعاته لأبناء الشهداء في إدارته ورعاية شئونهم والفرض لهم [3]، فقد كان يقول لجلسائه: يا هؤلاء، إنما سميتم أشرافاً لأنكم شرفتم على من دونكم بهذا المجلس، ارفعوا إلينا حوائج من لا يصل إلينا فيقوم الرجل فيقول: استشهد فلان، فيقول أفرضوا لولده [4]، وعندما أذن معاوية رضي الله عنه لعبد الله بن صفوان بن أمية بالدخول عليه والمثول بين يديه طلب من معاوية أن يفرض للمنقطعين من ديوان العطاء، كما ذكّره بأن لا يغفل عن قواعد قريش والبر إليهم، وأن يقدم لهم الخدمات الاقتصادية والإجتماعية التي تكفل لهم الحياة الرغدة [5]، ومن الآثار الحضارية للفتوحات في النواحي الاقتصادية والاجتماعية استمرارية معاوية في توطين الجند بالثغور وإقطاعهم القطائع والأراضي والمساكن بها وشقه للأنهار وجلبه للمياه. فقد أمر عسكره المقيم بجزيرة رودس بأن يزرعوا ويتخذوا بها أمولاً ومواشي يرعونها حولها [6].

الثالث عشر: كرامات للمجاهدين في عهد معاوية رضي الله عنه:
حدثت كرامات للمجاهدين في عهد معاوية رضي الله عنه منها ما كان لأبي مسلم الخولاني والتي مرّ ذكرها وما حدث لعقبة رحمهما الله، حينما نادى الوحوش والدواب وطلب منها الرحيل، فرحلت بإذن الله تعالى حيث قال: فارحلوا عنّا فإنّا نازلون ومن وجدناه بعد هذا قتلناه، فنظر الناس بعد ذلك إلى أمر مُعْجِب، من أن السباع تخرج من الشَّعْراء [7] وهي تحمل أشبالها سمعاً وطاعة، والذئب جرْوَه، والحية تحمل أولادها. ونادى في الناس: كُفُّوا عنهم، حتى يرحلوا عنها، فخرج ما فيها من الوحش والسباع والهوامّ والناس ينظرون إليها، حتى أوجعهم حرُّ الشمس، فلمَّا لم يروا منها شيئاً، دخلوا، فأمرهم أن يقطعوا الشجر، فأقام أهل أفريقية ـ بالقيروان ـ بعد ذلك أربعين عاماً لا يرون بها حيَّة، ولا عقرباً، ولا سَبُعاً: فاختط عقبة أولاً دار الإمارة، ثم أتى إلى موضع المسجد الأعظم فاختَّطه، ولم يُحدث فيه بناء. وكان

[1] فتوح مصر صـ102، حسن المحاضرة (1/ 151) ..
[2] حسن المحاضرة (2/ 378)، الإدارة العسكرية (2/ 773).
[3] مروج الذهب (3/ 39، 40) الإدارة العسكرية (2/ 774).
[4] مروج الذهب (3/ 39، 40) الإدارة العسكرية (2/ 774).
[5] نسب قريش صـ389، الإدارة العسكرية (2/ 774).
[6] الفتوح لابن أعثم (1/ 354) الإدارة العسكرية (2/ 775).
[7] أي من الشجر.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست