responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 405
أولئك العرفاء في القوة والنفوذ محل رؤساء القبائل والعشائر وكان اختيارهم يتم من بين ذوي النفوذ ليستطيعوا أداء واجباتهم تجاه الإدارة العسكرية [1] ومثال على ذلك ما قام به زياد حيث خطب في أهل البصرة وهددهم بقطع العطاء إذا لم يكفوه الخوارج حيث قال: يا أهل البصرة والله لتكفني هؤلاء أو لأبدأنّ بكم والله لئن أفلت منهم رجل لا تأخذون العام من عطائكم درهماً، فثار الناس بهم فقتلوهم [2]. كما استخدمت الزيادة في العطاء للقادة والجند المتجاوبين والمنفذين للأوامر تشجيعاً وحث لهم على المضي قدماً في مهامهم ومناصبهم العسكرية المسئولين عنها [3]، كما فعل معاوية مع أشراف أهل الشام.

الثاني عشر: الأثر العلمي والاقتصادي الاجتماعي للفتوحات في عهد معاوية رضي الله عنه:
ومن الظواهر العلمية التي زادت إزدهاراً في عهد معاوية طائفة القصاص،، وقد كانوا ينتشرون بين الجند كالقراء يقصون عليهم أمجاد أسلافهم ويلقون عليهم الشعر الحماسي فتجيش له همم العسكر فيسارعون للقتال، وقد كان الخطباء والوعاظ يقومون بنفس المهمة كما يقوم بها القراء والقصاص والشعراء لينشروا في الجند روح الفداء ويرفعوا من روحهم المعنوية القتالية [4]، وسلك الخليفة معاوية في وصاياه وتوجيهاته العلمية للأمراء والقادة والجند على منوال من سبقه من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فعندما عين عبيد الله بن زياد على ثغر خراسان كان من نماذج وصاياه قوله: اتق الله ولا تؤثرن على تقوى الله شيئاً [5] ... وقد سبق الحديث عن وصيته لعبيد الله، ومن الآثار العلمية للحضارة الإسلامية في عهد معاوية أنه حينما فتح جزيرة رودس كان ممن اشترك في فتحها مجاهد بن جبر المقريء، فكان مقيماً بها يقريء الناس القرآن ويفقههم في الدين في المسجد الذي بني فيها اثناء الفتح، وهذا أنموذج ومثال من ألوف النماذج والأمثلة حيث أن هذا الأثر العلمي لا يقتصر على جزيرة رودس بل شمل كافة الأمصار والشعوب الإسلامية [6] ومن الآثار الاقتصادية والإجتماعية للفتوحات أن والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري رضي الله عنه وغيره من الولاة في عهد معاوية رضي الله عنه كانوا يبعثون إليه بأموال الخراج بعد أن يستقطعوا منها ما ينفق على الأراضي الزراعية بمصر لاستصلاحها من الخلجان والقناطر والجسور وحملا القمح إلى الحجاز لتفريقه وتوزيعه

[1] تنظيمات الجيش صـ223، الإدارة العسكرية (2/ 646).
[2] تاريخ الطبري، نقلا عن الإدارة العسكرية (2/ 646).
[3] المحاسن والمساوي صـ464، الإدارة العسكرية (2/ 467).
[4] الفن الحربي صـ117، نقلاً عن الإدرة العسكرية (2/ 718).
[5] تاريخ الطبري (6/ 213).
[6] الإدارة العكسرية (2/ 719).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست