responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 400
المخابرات في إدارته [1]. ولقد ذكرت القصة فيما مضى بالتفصيل، كما قام الخليفة رضي الله عنه بفرض رقابة دقيقة ومحكمة على أفراد الحاميات وأسرهم وعين موظفاً في كل حامية ليتحرى عن الداخلين والخارجين حتى لا يتسلل عين للعدو إلى أرض المسلمين فتعرفوا على مواقع معسكراتهم ونقاط الضعف بها إن وجدت [2]. وفي إدارته أنشأ ديوان البريد وأعتنى به عناية فائقة وذلك لتسرع إليه أخبار البلاد من جميع أطرافها بما في ذلك أخبار الثغور، ولم يكن للبريد ديوان قبل ذلك ([3]
وأما علاقة صاحب البريد بالإدارة العسكرية فقد كان عبارة عن عين الخليفة الباصرة وأذنه السامعة ينقل إليه أخبار عماله وقادته وسائر رجال دولته فكان له عيون يوافونه بكل جديد كما كان البريد واسطة بين الولاة والخلفاء والقادة لنقل الأوامر العسكرية وكان أصحاب البريد رقباء ومفتشين من قبل الدولة يرفعون التقارير عن أحوال الجند في مختلف حالات القتال وفي كل الظروف والأوقات ويخبرونه بحال المال والعطاء وذلك أنه يوكل بمجلس عرض الأولياء وأعطياتهم من يراعيه ويطالع ما يجري فيه ويكتب بما يقف عليه من الحال في وقته، إضافة إلى ذلك كان من واجبات صاحب البريد مساعدة الإدارة العسكرية في التموين والإمداد وحفظ الطرق وصيانتها من الأعداء وانسلال الجواسيس في البر والبحر وإليه كانت ترد كتب أصحاب الثغور وولاة الأطراف فيقوم بتوصيلها بوجه السرعة من اختصار للطرق واختيار المراكب لمعرفته بالطرق والمسالك إلى جميع النواحي وكان الخليفة يجد عنده ما يحتاج إليه من المعرفة عند إنفاذ جيش وغيره وقت الحاجة إلى ما هنالك من مهام قام البريد بتأديتها في الإدارة العسكرية [4]، على الجملة كان يقال للبريد جناح المسلمين لما كان يطير به من الأخبار [5].

تاسعاً: اهتمام معاوية بالحدود البرية للدولة:
حين انتقلت الخلافة إلى معاوية زاد الاهتمام والاعتناء بهذه التحصينات لحماية الحدود الإسلامية وبخاصة إذا علمنا أن المؤسس الأول للدولة الأموية معاوية رضي الله عنه قد قام بتولي حملات الصوائف والشواتي بنفسه حين كان قائداً ووالياً للخليفتين عمر وعثمان رضي الله عنهما كما أسند إليه في خلافتيهما إنشاء وترميم بعض الحصون الدفاعية على الحدود الإسلامية كما سبق وأشرنا مما جعله ملماً بهذه الثغور والتحصينات، فأستكمل ما بدأه حين استقرت بيده

[1] نهاية الأرب (6/ 158) الإدارة العسكرية (1/ 405).
[2] الجندية للدقدوقي صـ177.
[3] خطط الشام، محمد كرد (5/ 19) ..
[4] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية (1/ 406).
[5] ثمار القلوب للثعالبي صـ241، الإدارة العسكرية (1/ 407).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست