responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 397
وقد قام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون بإحسان في فتوحات الشام ومصر والشمال الأفريقي وبلاد المشرق، بالعمل بهذه السنة الربانية مع الشعوب التي أرادت أن تدخل في دين الله. فشرعوا في تربية الناس على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فغرسوا في نفوسهم العقائد الصحيحة والأفكار السليمة والأخلاق الرفيعة.

رابعاً: التخطيط الاستراتيجي للفتوحات عند معاوية رضي الله عنه:
خضعت الفتوحات في عهد معاوية للتخطيط الدقيق والمحكم، فقد كانت سياسته في الفتوحات كالآتي:

1 ـ سياسته تجاه الروم:
فقد سلك الخطوات التالية:
أـ التركيز على عمليات الصوائف والشواتي، من أجل تحقيق عدة أهداف منها:
ـ استنزاف قوة الروم.
ـ انتزاع زمام المبادرة من الروم، وجعلهم في حالة دفاع مستمر [1].
ـ أرغام الروم على توزيع قواتهم بحيث لا يستطيعون القيام بهجمات حاسمة وقوية ضد الدولة الإسلامية [2].
ب ـ مهاجمة الروم في عقر دارهم ومحاصرة عاصمتهم، وما يترتب على ذلك من إضعاف معنوياتهم، وقذف الرعب في قلوبهم.
جـ ـ تقليص النفوذ البحري للروم عن طريق فتح الجزر الواقعة في بحر الشام [3]، وما يترتب على ذلك من حرمان سفن الروم من قواعدها البحرية الهامة.

2 ـ سياسته في جبهة الشمال الإفريقي:
أـ أولى معاوية رضي الله عنه جبهة المغرب اهتماماً خاصاً تمثل بارتباط هذه الجبهة به شخصياً، حيث كان معاوية رضي الله عنه المرجع المباشر لقادة هذه الجبهة إلى سنة 47 هـ، وهي السنة التي ضُمت فيها جبهة المغرب إلى والي مصر (4)
ب ـ عمل معاوية رضي الله عنه على إقامة قاعدة جهادية متقدمة في قلب بلاد المغرب وقد قام عقبة بن نافع ببناء القيروان لكي تكون عزاً للإسلام والمسلمين.

[1] فن الحرب الإسلامي بسام العسلي (1/ 233).
[2] المصدر السابق (1/ 233).
[3] المصدر السابق (1/ 211).
(4) ولاة مصر صـ61، النجوم الزاهرة (1/ 175).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست