responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 362
أصبحوا حلفاء للمسلمين على الروم، وأن المسلمين كانوا يكتفون إلى ذلك الحين بإبعاد الخطر الرومي من هذه الناحية [1] وعندما استعاد معاوية بن حديج طرابلس الغرب ترك فيها رويفع بن ثابت الأنصاري والياً عليها سنة 46 هـ فغزا منها إفريقيا ((تونس)) ودخلها سنة 47 هـ، وفتح جزيرة جربة التي كان يسكنها البربر ([2]
وقد تحدثت المراجع عن كثرة السبايا في هذه الغزوة وقام رويفع بن ثابت الأنصاري بتذكير المسلمين في هذه بأحكام وطء السبايا، حيث قال: أما أني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين: لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه زرع غيره [3]، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع [4] على امراة من السبي حتى يستبرئها [5]، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما [6] حتى يُقسم [7]. وقد بقي في ولاية طرابلس الغرب ثم ولاه مسلمة بن مخلد ولاية مصر وبرقة، وبقي عليها أميراً ومات بها سنة 56 هـ وقبره معروف في الجبل الأخضر ببرقة في مدينة البيضاء وهو آخر من توفي من الصحابة هناك، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث، وان فقيهاً من أصحاب الفتيا من الصحابة وكان خطيباً مفوهاً (8)

ثانياً: عقبة بن نافع وفتح إفريقية:
هو عقبة بن نافع القرشي الفهري، نائب إفريقيا لمعاوية وليزيد، وهو الذي أنشأ القيروان واسكنها الناس [9]، وكان ذا شجاعة، وحزم، وديانة، لم يصحّ له صحبة، شهد فتح مصر، واختطّ بها [10]، فقد اسند معاوية بن أبي سفيان قيادة حركة الفتح في إفريقية إلى هذا القائد الكبير الذي خلد التاريخ اسمه في ميدان الفتوحات، وكان عقبة قد شارك في غزو إفريقية منذ البداية مع عمرو بن العاص واكتسب في هذا الميدان خبرات واسعة، وكان عمرو بن العاص قد خلفه على برقة عند عودته إلى الفسطاط، فظل فيها يدعو الناس إلى الإسلام، وقد جاء

[1] تاريخ المغرب وحضارته، حسين مؤنس (1/ 85).
[2] صفحات من تاريخ ليبيا والشمال الإفريقي للصّلابيّ صـ332 ..
[3] زرع غيره: أي محل زرع لغيره، يعني اتيان الحبالى.
[4] يقع على إمراة: يجامعها.
[5] يستبرئها: بحيضة أو بشهر.
[6] مغنماً: أي شيئاً من الغنيمة.
[7] يُقسم: أي من الغانمين ويخرج منه الخمس.
(8) مدرسة الحديث في القيروان (1/ 486)، صفحات من تاريخ ليبيا والشمال الإفريقي صـ333.
[9] سير أعلام النبلاء (3/ 532).
[10] المصدر نفسه (3/ 533).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست