responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 316
تقول؟ قال: لا والله لأصَدُقنَّك ما دفع إليَّ قليلاً ولا كثيراً فقال عمر للمغيرة: ما أردت إلى هذا؟ قال: الخبيث كذب عليَّ، فأحببت أن أخزيه [1].
وعن الشعبي: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت المغيرة بن شعبة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب، لا يخرج من باب إلا بمكر، لخرج من أبوابها كلها [2]، وقال الشعبي: .. والدهاة أربعة: معاوية وعمرو بن العاص، والمغيرة، وزياد [3]. وكان المغيرة بن شعبة من أنصار التعدد فكان يقول: صاحب المرأة الواحدة يحيض معها ويمرض معها، وصاحب المرأتين بين نارين تشتعلان [4]. فهو يدعو للزواج من ثلاث أو أربع.
وقد استعمل معاوية المغيرة على الكوفة عام 41 هـ [5]، وقام بجهود عظيمة في قتال الخوارج ووجد وقتاً كافياً قام فيه بتوسيع مسجد الكوفة فجعله يتسع لأربعين ألفاً من المصلين [6]. وبقى في الولاية إلى عام 49 هـ وقيل 50 هـ، وهو الراجح وعندما مات ضم معاوية الكوفة إلىزياد، فكان أول من جمع له الكوفة والبصرة [7].

2 ـ ولاية زياد بن أبيه على الكوفة:
كان زياد على البصرة وأعمالها إلى سنة خمسين، فمات المغيرة بن شعبة بالكوفة وهو أميرها، فكتب معاوية إلى زياد بعهده على الكوفة والبصرة، فكان أول من جمع له الكوفة والبصرة، فاستخلف على البصرة سمرة بن جندب، وشخص إلى الكوفة، فكان زياد يقيم ستة أشهر بالكوفة وستة أشهر بالبصرة [8]. وقد تحدثنا عن سياسة زياد فيما سبق بالعراق وقد وصفه الذهبي فقال فيه: .. كان من نُبلاء الرجال، رأيا، وعقلاً وحزماً ودهاءً، وفطنة وكان يضرب به المثل في النُّبل والسؤدد وكان كاتبا بليغاً كتب للمغيرة، ولابن عباس وناب عنه بالبصرة [9]. وقال الشعبي: ما رأيت أحداً أخطب من زياد [10]. وقال فيه ابن حزم: لقد امتنع زياد وهو فِقَعَةُ القاع [11]، لا نسب له ولا سابقة، فما أطاقة معاوية إلا بالمداراة، ثم استرضاه وولاّه [12] وقال أبو الشعشاء: كان زياد أفتك من الحجَّاج لمن يخاف هواه [13] وعندما استقر أمره بالعراق وتمكن منها، كتب زياد إلى معاوية: قد ضبطت لك العراق بشمالي ويميني فارغة، فاشغلها بالحجاز ... فلما بلغ ذلك أهل الحجاز أتى نفر منهم عبد الله بن عمر بن

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 26).
[2] المصدر نفسه (3/ 30).
[3] البداية والنهاية (11/ 22).
[4] سير أعلام النبلاء (3/ 31).
[5] تاريخ الطبري (6/ 82).
[6] خلافة معاوية للعقيلي صـ85.
[7] تاريخ الطبري (6/ 150).
[8] تاريخ الطبري (6/ 150).
[9] تاريخ الطبري (6/ 150).
[10] سير أعلام النبلاء (3/ 495).
[11] المصدر نفسه (3/ 496).
[12] المصدر نفسه (3/ 496).
[13] المصدر نفسه (3/ 496).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست