responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 239
أيها السائلُ عن منَّ قد مضى ... هل جديد مثل ملبوس خَلَقْ (1)
وهو القائل:
ناري ونارُ الجار واحدة ... وإليه قبلي تُنَزَل القِدْرُ
ما ضرَّ جاراً لي أُجاورُهُ ... أَلاَّ يكون لبابه سترُ
أعمى إذا ما جارتي برزت ... حتي يغيب جارتي الخدر (2)

وكان معاوية رضي الله عنه يستنكر اللحن فحين أرسل زياد بن أبيه والي العراق ابنه عبيد الله إلى معاوية بن أبي سفيان لحن في كلامه، فكتب إليه معاوية: إن ابنك كما وصفت ولكن قوِّم من لسانه [3]، ولما ارتفع إلى زياد رجل وأخوه في ميراث، فقال: أنّ أبونا لما مات وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله. فأفأ زياد فقال: الذي أضعت من لسانك أضرُّ عليك مما أضعت من مالك [4]، وقد برز في البصرة في عهد معاوية كثير من النحويين فكان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع أساس النحو في البصرة وكان أول من استَنَّ العربية، وفتح بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسها، فكان سراة الناس يلحنون ووجوه الناس، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحرف الجر والرفع والنصب والجزم [5]، وألف كتاباً في النحو [6] وكان شاعراً، ومن أشهر أبياته قوله:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم؟
تصف الدواء لذي السقام ... وذي الظنا كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبداً وأنت من الرشاد عديم
إبدأ بنفسك فانهَها عن غيّها ... فإذا انتهت عنه، فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويهتدي ... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم (7)
وله في الزهد المبرأ من الكسل كقوله:
وإذا طلبت من الحوائج حاجة ... فادع الإله وأحسن الأعمال
فليعطينك ما أراد بقدرة ... فهو اللطيف لما أراد فعالا

(1) الشعر والشعراء (1/ 544).
(2) المصدر نفسه (1/ 545).
[3] البيان والتبيين (2/ 210) الحياة العلمية في العراق.
[4] البيان والتبيين (2/ 222).
[5] طبقان النحويين صـ21 الزبيدي، الحياة العلمية في العراق صـ104.
[6] الشعر والشعراء (2/ 729).
(7) الأدب الإسلامي وتاريخه (2/ 17) عابد الهاشمي.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست