responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 203
أولاً: العلاقة بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما بعد الصلح:
كان الحسن بن علي يقدم على معاوية في خلافته، فقدم عليه ذات مرة فقال له معاوية: لأجيزنك بجائزة ما أجزت بها أحداً قبلك ولا أجيز بها أحداً بعدك، فأعطاه أربع مائة ألف فقبلها [1]، وجاء في رواية: ... أن الحسن بن علي كان يفد كل سنة إلى معاوية فيصله بمائة ألف درهم، فقعد سنة عنه ولم يبعث إليه معاوية بشيء فدعا بدواة ليكتب إليه فأغفى قبل أن يكتب فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه كأنه يقول: يا حسن أتكتب لمخلوق تسأله حاجتك وتدع أن تسأل ربك؟ قال: فما أصنع يا رسول الله وقد كثر ديني؟ قال: قل اللهم إني أسألك من كل أمر ضعفت عنه قوتي وحيلتي ولم تنته إليه رغبتي، ولم يخطر ببالي ولم يبلغه أملي، ولم يجر على لساني من اليقين الذي أعطيته أحداً من المخلوقين الأولين والمهاجرين والآخرين إلا أخصصتني يا أرحم الراحمين. قال الحسن: فانتبهت وقد حفظت الدعاء، فكنت أدعو به فلم يلبث معاوية أن ذكرني فقيل له: لم يقدم السنة، فأمر له بمائتين ألف درهم [2]. وجاء في رواية: بأن الدعاء الذي علمه رسول الله للحسن في المنام هو: اللهم أقذف في قلبي رجاك، واقطع رجائي عمّن سواك لا أرجو أحداً غيرك اللهم وما ضعفت عنه قوتي وقصر عنه عملي ولم تنته إليه رغبتي، ولم تبلغه مسألتي ولم يجر على لساني مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصّني به يا رب العالمين قال: فوالله ما ألححت به أسبوعاً حتى بعث إليّ معاوية بألف ألف وخمس مائة ألف، فقلت: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: يا حسن كيف أنت؟ فقلت: بخير يا رسول الله وحدثته حديثي فقال: يا بُني هكذا من رجا الخالق ولم يرج المخلوق [3]. وروى الزهري: ...
لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية فقال له معاوية: لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك إمرأة من قريش وأمه إمرأة من كلب لكان لك عليه فضل، فكيف وأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)

ثانياً: صلات معاوية للحسن وابن الزبير رضي الله عنهم:
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يقبلان جوائز معاوية رضي الله عنه [5]، وكان يرسل للحسن والحسين، فقد أمر معاوية مرّة للحسن بن علي بمائة ألف فذهب بها إليه فقال لمن حوله: من أخذ شيئاً فهو له، وأمر للحسين بن علي بمائة ألف فذهب بها إليه وعنده عشرة فقسمها عليهم عشرة آلاف، عشرة آلاف، وأمر لعبد الله بمائة ألف [6]، وكان

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 269).
[2] تاريخ دمشق (14/ 8).
[3] المصدر نفسه (14/ 8).
(4) الشريعة للآجري (5/ 2470) إسناده حسن.
[5] الشريعة صـ 2470 إسناده حسن.
[6] تاريخ دمشق (62/ 133).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست