responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 161
وبين علماء المسلمين، وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحاً حقيقياً لا تلفيقياً، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر ممّا تصلح، وقد تحدث الشيخ السعدي على الجهاد المتعلّق بالمسلمين بقيام الالفة، واتفاق الكلمة وبعد أن ذكر الآيات، والأحاديث الداّالة على وجوب تعاون المسلمين ووحدتهم قال: فإن من أعظم الجهاد السَّعي في تأليف قلوب المسلمين، واجتماعهم على دينهم، ومصالحهم الدينية والدنيوية [1]. ولا ينظر للحديث الضعيف الذي رواه ابن عدي من طريق عليِّ بن زيد، وهو ضعيف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ومن حديث مجالد [2]، وهو ضعيف أيضاً، عن أبي الودَّاك عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه [3]. أسنده أيضاً من طريق الحكم بن ظهيره [4]، وهو متروك.
وهذا الحديث كذب بلا شك، ولو كان صحيحاً لبادر الصحابة إلى فعل ذلك، لأنَّهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم (5)

1 ـ انتهاء عهد الخلافة الراشدة:
انتهى عهد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بتنازل الحسن بن علي لمعاوية رضي الله عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء، أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء أن تكون، يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت [6]. وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه من يشاء [7]، وقوله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك [8]. وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً [9]، وبذلك تكون

[1] وجوب التعاون بين المسلمين صـ 5.
[2] الكامل في الضعفاء (6/ 2416).
[3] البداية والنهاية (11/ 434) الكامل في الضعفاء (2/ 626).
[4] الكامل (2/ 626/627).
(5) البداية والنهاية (11/ 434).
[6] مسند أحمد (4/ 371 ـ 372) سلسلة الأحاديث الصحيحة.
[7] سنن أبي داود شرح عون المعبودل (12/ 259) صحيح سنن الألباني (3/ 879).
[8] سنن الترمذي شرح تحفة الأحوذي (6/ 395 ـ 397) حديث حسن.
[9] البداية والنهاية (8/ 16).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست