responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 108
[7] ـ خروج معاوية إلى صفين:
كان معاوية جادَّاً في مطاردة قتلة عثمان رضي الله عنه فقد استطاع أن يترصد بجماعة ممن غزا المدينة من المصريين أثناء عودتهم وقتلهم ومنهم: أبو عمرو بن بديل الخزاعي [1]، ثم كانت له أيد في مصر، وشيعة في أهل ((خربتا) تطالب بدم عثمان رضي الله عنه، وقد استطاعت هذه الفرقة من إيقاع الهزيمة بمحمد بن أبي حذيفة في عدة مواجهات عام 36 هـ، كما استطاع أيضاً أن يوقع برؤوس مدبري ومخططي غزو المدينة من المصريين مثل عبد الرحمن بن عديس، وكنانة بن بشر، ومحمد بن حذيفة فحبسهم في فلسطين، وذلك في الفترة التي سبقت خروجه إلى صفين، ثم قتلهم في شهر ذي الحجة عام 36 هـ [2]، وعندما علم معاوية بتحرك جيش العراق نحو صفين جمع مستشاريه من أعيان أهل الشام، وخطب فيهم وقال: إن عليَّاً نهد إليكم في أهل العراق، .. فقال ذو الكلاع الحميري: عليك أم رأي وعلينا أم فعال [3]. وكان أهل الشام قد بايعوا معاوية على الطلب بدم عثمان رضي الله عنه والقتال [4]، وقد قام عمرو بن العاص رضي الله عنه بتجهيز الجيش وقاد الألوية، وقام في الجيش خطيباً يحرضهم، فقال: إن أهل العراق قد فرقوا جمعهم وأوهنوا شوكتهم، وفلوا حدهم، ثم إن أهل البصرة المخالفين لعلي قد وترهم وقتلهم، وقد تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم الجمل، وإنما سار في شرذمة قليلة ومنهم من قد قتل خليفتكم، فالله الله في حقكم أن تضيعوه، وفي دمكم أن تبطلوه [5].
وسار معاوية في جيش ضخم، اختلفت الروايات في تقديره وكلها روايات منقطعة أسانيدها، وهي عين الروايات التي قدرت جيش علي رضي الله عنه، فقدر بمائة ألف وعشرين ألفاً [6]، وقدر بسبعين ألف مقاتل، وقدر بأكثر من ذلك بكثير إلا أن الأقرب للصواب أنهم ستون ألف مقاتل، فهي وإن كانت منقطعة الإسناد إن أن راويها صفوان بن عمرو السكسي، حمصي من أهل الشام ولد عام ((72 هـ)) وهو ثبت ثقة، وقد أدرك خلق ممن شهد صفين، كما تبين من دراسة ترجمته [7]، والإسناد إليه صحيح [8]، وكان قادة جيش معاوية على النحو التالي: عمرو بن العاص، على خيول أهل الشام كلها، والضحاك بن قيس على رجالة الناس

[1] المحن لأبي العرب التميمي صـ 124، خلافة علي لعبد الحميد صـ 191.
[2] خلافة علي، لعبد الحميد صـ 191.
[3] الإصابة (1/ 480) خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد صـ 192.
[4] أنساب الأشراف (2/ 52) بسند منقطع، وخلافة علي صـ 192.
[5] تاريخ الطبري (5/ 601) بسند منقطع.
[6] خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد صـ 194، المعرفة والتاريخ (3/ 313).
[7] سير أعلام النبلاء (6/ 380).
[8] خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد صـ 194.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست