اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 79
المبحث السادس
مراد الثاني
تولى السلطان مراد الثاني أمر الدولة بعد وفاة أبيه (محمد جلبي) عام (824هـ/1421م)، وكان عمره لايزيد على ثماني عشرة سنة وكان محباً للجهاد في سبيل الله، والدعوة الى الاسلام في ربوع أوروبا [1].
كان معروفاً لدى جميع رعيته بالتقوى، والعدالة والشفقة [2]، استطاع السلطان مراد أن يقضي على حركات التمرد الداخلية التي قام بها عمه مصطفى والتي كانت تدعم من قبل أعداء الدولة العثمانية وكان الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني خلف الدسائس والمؤامرات والمتاعب التي تعرض لها السلطان مراد، فهو الذي دعم عم السلطان مراد الذي اسمه مصطفى بالمساعدات حتى استطاع أن يحاصر مدينة غاليبولي ابتغاء انتزاعها من السلطان واتخاذها قاعدة له إلا ان السلطان مراد قبض على عمه وقدمه للمشنقة ومع ذلك، فقد مضى الامبراطور مانويل الثاني يكيد للسلطان واحتضن شقيقاً لمراد الثاني، ووضعه على رأس قوة استولت على مدينة نيقيافي الأناضول، وسار إليه مراد واستطاع أن يقض على قواته واضطر خصمه للاستسلام ثم قتل. ومن ثم صمم السلطان مراد أن يلقن الامبراطور درساً عملياً، فأسرع بإحتلال سلولنيك، فهاجمها ودخلها عنوة في مارس 1431م (833هـ)، واصبحت جزءً لايتجزأ من الدولة العثمانية.
وكان السلطان مراد يوجه الضربات الموجعة لحركات التمرد في بلاد البلقان، وحرص على تدعيم الحكم العثماني في تلك الديار، واتجه الجيش العثماني نحو الشمال لأخضاع إقليم ولاشيا وفرض عليه جزية سنوية، واضطر ملك الصرب الجديد (ستيف لازار ميتش) الى الخضوع للعثمانيين والدخول تحت حكمهم وجدد ولاءه للسلطان، واتجه جيش عثماني نحو الجنوب، حيث قام بتوطيد دعائم الحكم العثماني في بلاد اليونان. [1] انظر: أخطاء يجب أن تصحح (الدولة العثمانية)، ص38. [2] انظر: السلاطين العثمانيون، ص43.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 79