اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 449
أعمال لهم هناك مع خطر تشغيلهم في بلدنا إن الاستيلاء على الأرض سيتم بواسطة العملاء السريين للشركة اليهودية التي تتولى بعد ذلك بيع الأرض لليهود. علاوة على ذلك تقوم الشركة اليهودية بالإشراف على التجارة في بيع العقارات وشرائها، على أن يقتصر بيعها على اليهود وحدهم) [1].
وكتب هرتزل قائلاً: (أقر على ضوء حديثي مع السلطان عبد الحميد الثاني أنه لايمكن الاستفادة من تركيا إلا إذا تغيرت حالتها السياسية أو عن طريق الزج بها في حروب تهزم فيها، إو عن طريق الزج بها في مشكلات دولية أو بالطريقتين معاً في آن واحد) [2].
إن عبد الحميد كان يعرف أهداف الصهيونية، حيث قال في مذكراته السياسية: (لن يستطيع رئيس الصهاينة هرتزل أن يقنعني بأفكاره وقد يكون قوله: ستحل المشكلة اليهودية يوم يقوي فيه اليهودي على قيادة محراثه بيده، صحيحاً في رأيه، أنه يسعى لتأمين ارض لإخوانه اليهود، لكنه ينسى أن الذكاء ليس كافياً لحل جميع المشاكل .. لن يكتفي الصهاينة بممارسة الأعمال الزراعية في فلسطين بل يريدون أموراً مثل تشكيل حكومة وانتخاب ممثلين، إنني أدرك أطماعهم جيداً، لكن اليهود سطحيون في ظنهم أنني سأقبل بمحاولاتهم. وكما أنني أقدر في رعايانا من اليهود خدماتهم لدى الباب العالي فإني أعادي أمانيهم وأطماعهم في فلسطين) [3].
وعن القدس يقول عبد الحميد الثاني: (لماذا نترك القدس ... إنها أرضنا في كل وقت وفي كل زمان وستبقى كذلك، فهي من مدننا المقدسة، وتقع في أرض إسلامية، لابد أن تظل القدس لنا) [4].
لقد كان غرض السلطان عبد الحميد في استماعه الى (تيودور هرتزل) معرفة الآتي:
1. حقيقة الخطط اليهودية.
2. معرفة قوة اليهود العالمية ومدى قوتها.
3. إنقاذ الدولة العثمانية من مخاطر اليهود [5]. [1] انظر: اليهود والدولة العثمانية، ص148. [2] المصدر السابق نفسه، ص147. [3] المصدر السابق نفسه، ص148. [4] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص57. [5] المصدر السابق نفسه، ص56.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 449