responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 448
مسدود معه [1].
وبعد إخفاق جهود هرتزل عند عبد الحميد الثاني، تحدث هرتزل قائلاً: (في حالة منح السلطان فلسطين لليهود، سنأخذ على عاتقنا تنظيم الأوضاع المالية، اما في القارة الأوروبية فإننا سنقوم بإيجاد حصن منيع ضد آسيا، وسوف نبني حضارة ضد التخلف، كما سنبقي في جميع أنحاء أوروبا بغية ضمان وجودنا) [2].
وفي الحقيقة كان عبد الحميد يرى أنه من الضروري عدم توطين اليهود في فلسطين، كي يحتفظ العنصر العربي بتفوقه الطبيعي. وفي هذا الصدد يقول: ( ... ولكن لدينا عدد كافٍ من اليهود، فإذا كنا نريد أن يبقى العنصر العربي متفوقاً، علينا أن نصرف النظر عن فكرة توطين المهاجرين في فلسطين وإلا فإن اليهود إذا استوطنوا أرضاً تملكوا كافة قدراتها خلال وقت قصير، ولذا نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين بالموت المحتم) [3].
وكانت الدولة العثمانية تسعي في أحيان كثيرة الى أبعاد اليهود العثمانيين عن أفكار هرتزل والحركة الصهيونية، ومع ذلك فإنها في أحيان أخرى كانت تستخدم لغة التهديد معهم. وفي هذا الصدد أوضح علي فروخ بك الوسائل الاعلامية الاجنبية، وبصراحة تامة: (إنه لبعيد من الصواب أن يقوم الصهاينة على خلق صعوبات للحكومة العثمانية، بغية إرغامها على تحقيق مصالحها. ولكن هذه الصعوبات سوف تؤدي في نهاية الأمر الى إلحاق الأذى بوجودهم السلمي والسعيد في الدولة العثمانية ... وهذه النقطة واضحة بالنسبة لعلاقة العثمانيين مع رعايا الأرمن، لأن قلة من المتمردين الذين قاموا على إرتكاب الخطأ والحماقة معتمدين الى الارشاد الميكافلي قد أدى في نهاية الأمر أن يندما على مافعلوه، من دون التوصل على أية نتيجة) [4].
وعلى الرغم، من اخفاق جهود هرتزل عند السلطان عبد الحميد، كتب هرتزل قائلاً: (يجب تملك الأرض بواسطة اليهود بطريقة تدريجية دون ماحاجة الى استخدام العنف، سنحاول أن نشجع الفقراء من السكان الأصليين على التروح الى البلدان المجاورة بتأمين

[1] المصدر السابق نفسه، ص143.
[2] المصدر السابق نفسه، ص143.
[3] انظر: اليهود والدولة العثمانية، ص146.
[4] المصدر السابق نفسه، ص146.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست