responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 445
الثاني تجاه اليهود. وفي هذا الصدد يقول هرتزل في مذكراته: (علينا أن ننفق عشرين مليون ليرة تركية لإصلاح الأوضاع المالية في تركيا ... مليونان منها ثمناً لفلسطين والباقي لتحرير تركيا العثمانية بتسديد ديونها تمهيداً للتخلص من البعثة الأوروبية ... ومن ثم نقوم بتمويل السلطان بعد ذلك بأي قروض جديدة يطلبها [1].
لقد أجرى هرتزل إتصالات مكثفة مع المسؤولين في ألمانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وإنكلترا وكانت الغاية من هذه الاتصالات هي إجراء حوار مع عبد الحميد الثاني. وفي هذا الصدد فقد نصح لاندو منذ 21 شباط 1896م الصديق اليهودي لهرتزل أن يقوم بواسطة صديقه نيولنسكي رئيس تحرير (بريد الشرق).وفي هذا المجال يقول هرتزل: (إن نحن حصلنا على فلسطين، سندفع لتركيا كثيراً أو سنقدم عطايا كثيرة لمن .. لمن يتوسط لنا. ومقابل هذا نحن مستعدون أن نسوي أوضاع تركيا المالية. سنأخذ الأراضي التي يمتلكها السلطان ضمن القانون المدني، مع أنه ربما لم يكن هناك فرق بين السلطة الملكية والممتلكات الخاصة) [2].
وقام هرتزل بزيارة الى القسطنطينية وذلك في حزيران عام 1896م، ورافقه في هذه الزيارة نيولنسكي، الذي كانت له علاقة ودية مع السلطان عبد الحميد، ونتيجة لذلك فقد نقل بيولنسكي آراء هرتزل الى قصر يلدز، وقد دارت محاورة بين نيولنسكي والسلطان عبد الحميد إذ قال السلطان له: (هل بإمكان اليهود أن يستقروا في مقاطعة أخرى غير فلسطين؟ أجاب نيولنسكي قائلاً:
(تعتبر فلسطين هي المهد الأول لليهود، فعليه فإن اليهود لهم الرغبة في العودة إليها)، ورد السلطان قائلاً: (إن فلسطين لاتعتبر مهداً لليهود فقط، وإنما تعتبر مهداً لكافة الأديان الأخرى). أجاب نيولنسكي قائلاً: (في حالة عدم استرجاع فلسطين من قبل اليهود فإنهم سوف يحاولون الذهاب وبكل بساطة الى الارجنتين) [3].
وقام السلطان عبد الحميد بإرسال رسالة الى هرتزل بواسطة صديقه نيولنسكي جاء فيها: (انصح صديقك هرتزل، أن لايتخذ خطوات جديدة حول هذا الموضوع، لأني لااستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة، لأنها ليست ملكي، بل هي ملك شعبي. وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض، ورووها بدمائهم؛ فليحتفظ اليهود

[1] انظر: اليهود والدولة العثمانية، ص116.
[2] انظر: اليهود والدولة العثمانية، ص117.
[3] المصدر السابق نفسه، ص120.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست