responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 443
المسلمين الى ترك دينهم والإيمان به، ولولا تدخل شيخ الاسلام لقطع رأسه، حيث اعترض على إعدامه قائلاً: (لو أعدم هذا المحتال سيكون سبباً لحدوث خرافة في الإنسانية، حيث يدعي مريدوه بعروجه الى السماء كعيسى عليه السلام) [1]. فأكتفى بنفيه الى مدينة دولسجنو في ألبانيا وذلك في صيف عام 1673م، وتوفى بعد خمس سنوات من نفيه وظلت عقيدة الشاباتائية موجودة لدى فرق سالونيك، وتفنن أتباعه في ممارسة المكر والتعصب والتجرد من المبادئ، والأخلاق [2].
وقد نظم شبتاي زيفي عقيدة الدونمة في ثماني عشرة مادة وفي الحقيقة تعد المادة السادسة عشرة والسابعة عشرة أهم سمات الدونمة، إذ تشير المادة (16): (يجب أن تطبق عادات الأتراك بدقة لصرف أنظارهم عنكم ويجب ألا يظهر أحد من الأتباع تضايقه من صيام رمضان ومن الأضحية ولمن ينفذ كل شيء يجب تنفيذه أمام الملأ) [3]. أما المادة (17) فإنها تشير الى الآتي: (إن مناكحتهم (يعني المسلمين) ممنوعة قطعاً) [4].
إن شبتاي يعد أول يهودي بشر بعودة بني اسرائيل الى فلسطين، وفي حقيقة الأمر، عدت حركة زيفي حركة سياسية ضد سلطة الدولة العثمانية أكبر من كونها حركة دينية [5].
لقد أسهمت هذه الطائفة في هدم القيم الاسلامية في المجتع العثماني وعملت على نشر الإلحاد والأفكار الغربية وانتشار الماسونية والدعوة لهتك حجاب المرأة المسلمة واختلاطها مع الرجال وخاصة في المدارس وكان الكثير من رجال الاتحاد والترقي يساهم في بعض نشاطاتها وأفراحها.
وقام يهود الدونما بدور فعال في نصرة القوى المعادية للسطان عبد الحميد والتي تحركت من سلانيك لعزله وهم الذين سمموا أفكار الضباط الشباب ولايزالون حتى وقتنا الحاضر يسعون لذلك ولهم صحف ودور نشر وتغلغلوا في الاقتصاد العثماني وكل مناحي الحياة في الدولة العثمانية [6].

[1] المصدر السابق نفسه، ص42.
[2] المصدر السابق نفسه، ص43.
[3] انظر: يهود الدونمة، ص45.
[4] المصدر السابق نفسه، ص45.
[5] المصدر السابق نفسه، ص46.
[6] انظر: تاريخ الدولة العثمانية، د. علي حسون، ص46.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست