responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 437
وكانت السياسة الإيطالية لاتلفت النظر الى تحركاتها، بعكس السياسة البريطانية أو الفرنسية في ذلك الوقت وكان الإيطاليون يتحركون "بحكمة" و"هدوء" شديدين دون إثارة حساسية العثمانيين.
وكان السلطان عبد الحميد متيقضاً لتلك الأطماع الإيطالية وطلب معلومات من مصادر مختلفة عن نشاط الإيطاليين في "ليبيا" وأهدافهم، فجاءته المعلومات تقول: (إن للإيطاليين بمدارسهم وبنوكهم ومؤسساتهم الخيرية التي يقيمونها في الولايات العثمانية، سواء في ليبيا أو في ألبانيا، هدفاً أخيراً هو تحقيق أطماع إيطاليا في الاستيلاء على كل من:
1 - طرابلس الغرب.
2 - ألبانيا.
3 - مناطق الأناضول الواقعة على البحر الأبيض المتوسط: أزمير - الاسكندرون - أنطاكيا).
قام السلطان عبد الحميد الثاني بإتخاذ التدابير اللازمة أمام الأطماع الإيطالية ولما شعر أنه سيواجه اعتداءً إيطالياً مسلحاً على ليبيا، قام بإمداد القوات العثمانية في ليبيا بـ (15.000) جندي لتقويتها وظل يقظاً حساساً تجاه التحركات الايطالية، ويتابعها شخصياً وبدقة، ويطالع كل مايتعلق بالشؤون الليبية بنفسه بواسطة سفير الدولة العثمانية في روما، ووالي طرابلس مما جعل الايطاليون يضطرون الى تأجيل احتلال ليبيا وتم لهم ذلك في عهد جمعية الاتحاد والترقي [1] وسنأتي على ذلك بالتفصيل بإذن الله في الكتاب السابع الذي يتحدث عن الحركة السنوسية وأثرها الدعوي والجهادي في إفريقيا.
إن فكرة الجامعة الاسلامية كان لها صدى بعيد في العالم الاسلامي لعدة أسباب منها:
1. كانت الدول الأوروبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تتنافس على الاستعمار في الشرق وحدث سلسلة اعتداءات على الشعوب الاسلامية فاحتلت فرنسا تونس (1881م) واحتلت انكلترا مصر (1882م)، وتدخلت فرنسا في شؤون مراكش حتى استطاعت أن تعلن عليها الحماية (1912م) مقتسمة أراضيها مع اسبانيا وكذلك توغل الاستعمار الأوروبي في بلاد أفريقية اسلامية كالسودان ونيجريا وزنجبار وغيرها.

[1] انظر: السلطان عبد الحميد الثاني، ص139.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست