اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 433
تخريب سكة حديد الحجاز ولا تزال هذه السكة معطلة حتى اليوم والمأمول أن تبذل الجهود لاصلاحها حتى تعود الى العمل في تيسيير سفر حجاج بيت الله الحرام [1].
وقد وصف السفير البريطاني في القسطنطينية في تقريره السنوي [1] العام 1907م أهمية الخط الحجازي فقال: (إن بين حوادث السنوات العشر الأخيرة عناصر بارزة في الموقف السياسي العام، أهمها خطة السلطان الماهرة التي استطاع أن يظهر بها أمام ثلاثمائة مليون من المسلمين في ثوب الخليفة الذي هو الرئيس الوحي للمسلمين، وأن يقيم لهم البرهان على قوة شعوره الديني وغيرته الدينية، ببناء سكة حديد الحجاز التي ستمهد الطريق في القريب العاجل أمام كل مسلم للقيام بفريضة الحج الى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة). فلا غرو إذا ما لمسنا حنق الانكليز على ذلك الخط الحديدي وافتعالهم الأزمات لإعاقته، وانتهازهم أول فرصة لتعطيله ونسفه. لقطع الطريق على القوات العثمانية (2).
وكان أول قطار قد وصل الى محطة سكة الحديد في المدينة المنورة من دمشق الشام يوم 22 آب (أغسطس) 1908م وكان بمثابة تحقيق حلم من الأحلام بالنسبة لمئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم كافة، فقد اختصر القطار في رحلته التي استغرقت ثلاثة أيام وقطع فيها 814 ميلاً مشقات رحلة كانت تستغرق في السابق اكثر من خمسة أسابيع كما خفقت في ذلك اليوم التاريخي قلوب أولئك الذين كانوا مشتاقين الى القيام بأداء فريضة الحج المقدسة [3].
كانت سياسة عبد الحميد الاسلامية محضة، فاراد أن يجمع قلوب المسلمين حواليه باعتباره خليفة المسلمين جميعاً فكان مد خط السكة الحديدي بين الشام والحجاز من الوسائل الجميلة في تحقيق هدفه المنشود [4].
كان كرومر المعتمد البريطاني في مصر (1301 - 1325هـ/1883 - 1907م) من أوائل من ألب أوروبا على الجامعة الاسلامية، وحرص على أن يتحدث في تقاريره السنوية عن الجامعة الاسلامية ببغض شديد وفي الوقت نفسه نشرت جريدة الأهرام (المصرية) تصريحات مثيرة لوزير فرنسي هو (هانوتو) هاجم فيها الجامعة الاسلامية. وكانت مهاجمة [1] انظر: صحوة الرجل المريض، ص114.
(2) [3] انظر: صحوة الرجل المريض، ص114. [4] المصدر السابق نفسه، ص114.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 433