اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 430
عبد الحميد بصفته خليفة المسلمين لا يقتصر على بكين فقط، بل ويمتد الى كل مساجد الصين وجوامعها [1].
تأسست في بكين - عاصمة الصين- جامعة أطلق عليها المسلمون الصينيون اسم (دار العلوم الحميدية) نسبة الى السلطان الخليفة عبد الحميد الثاني، أو بتعبير السفير الفرنسي في استانبول اسم (الجامعة الحميدية في بكين) وذلك في تقرير له الى وزارة خارجيته في باريس.
وقد حضر افتتاح هذه الجامعة، الآلاف من المسلمين الصينيين. وحضره ايضاً مفتي المسلمين في بكين، والكثير من علماء المسلمين هناك.
وفي مراسم الافتتاح، ألقيت الخطبة باللغة العربية، ودعا الخطيب للسلطان الخليفة عبد الحميد. وقام مفتي بكين بترجمة الخطبة والدعاء الى اللغة الصينية. و (بكى أغلب المسلمين الحاضرين بكاءً حاراً بدافع فرحتهم) و (إن مسلمي الصين مترابطون فيما بينهم ترابطاً واضحاً برباط الدين المتين. وإن إيراد الخطبة باللغة العربية لغة المسلمين الدينية، ورفع علم الدولة العثمانية على باب هذه الجامعة، قد أثر تأثيراً بالغاً في هؤلاء الناس الطيبي القلب، وحرك الدموع في اعينهم) [2]. سادساً: خط سكة حديد الحجاز:
عمل السلطان عبد الحميد على كسب الشعوب الاسلامية عن طريق الاهتمام بكل مؤسساتها الدينية والعلمية والتبرع لها بالأموال والمنح ورصد المبالغ الطائلة لاصلاح الحرمين وترميم المساجد وزخرفتها وأخذ السلطان يستميل إليه مسلمين العرب بكل الوسائل فكون له من العرب حرساً خاصاً وعين بعض الموالين له منهم في وظائف كبرى منهم (عزت باشا العابد) -من أهل الشام- الذي نجح في أن ينال أكبر حظوة عند السلطان عبد الحميد وأصبح مستشاره في الشؤون العربية. وقد لعب دوراً هاماً في مشروع سكة حديد الحجاز الممتدة من دمشق الى المدينة المنورة وهو بهذا المشروع الذي اعتبره السلطان عبد الحميد وسيلة من والسائل التي أدت لأعلاء شأن الخلافة ونشر فكرة الجامعة الاسلامية. [1] انظر: جريدة ترجمان حقيقت رسالة من الصين 26/ 12/1325هـ. [2] انظر: السلطان عبد الحميد الثاني، ص205.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 430