اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 417
المبحث الثاني
الجامعة الاسلامية
لم تظهر فكرة الجامعة الاسلامية، في معترك السياسة الدولية إلا في عهد السلطان عبد الحميد، وبالضبط بعد ارتقاء السلطان عبد الحميد عرش الدولة العثمانية عام 1876م. فبعد أن ألتقط السلطان عبد الحميد أنفاسه وجرد المتأثرين بالفكر الأوروبي من سلطاتهم، وتولى هو قيادة البلاد، قيادة حازمة اهتم السلطان عبد الحميد بفكرة الجامعة الاسلامية وقد تكلم في مذكراته عن ضرورة العمل على تدعيم أواصر الأخوة الاسلامية بين كل مسلمي العالم في الصين والهند وأواسط أفريقيا وغيرها، وحتى ايران وفي هذا يقول: (عدم وجود تفاهم مع ايران أمر جدير بالتأسف عليه وإذا أردنا أن نفوّت الفرصة على الانجليز وعلى الروس فإنا نرى فائدة تقارب إسلامي في هذا الأمر) [1] وتحدث عن علاقة الدولة العثمانية بإنجلترا التي تضع العراقيل أمام الوحدة العثمانية يقول عبد الحميد الثاني: (الإسلام والميسيحية نظرتان مختلفتان ولايمكن الجمع بينهما في حضارة واحدة) لذلك يرى أن (الأنجليز قد أفسدوا عقول المصريين، لأن البعض أصبح يقدم القومية على الدين. ويظن أنه يمكن مزج حضارة مصر بالحضارة الأوروبية، وإنجلترا تهدف من نشر الفكر القومي في البلاد الاسلامية الى هز عرشي ... وأن الفكر القومي قد تقدم تقدماً ملموساً في مصر. والمثقفون المصريون أصبحوا من حيث لا يشعرون ألعوبة في يد الانجليز إنهم بذلك يهزون اقتدار الدولة الاسلامية ويهزون معها اعتبار الخلافة) [2].
ويقول عن السياسة الانجليزية تجاه الخلافة: (قالت صحيفة ستاندرد الانكليزية مانصه: (يجب أن تصبح الجزيرة العربية تحت الحماية الانكليزية، ويجب على انكلترا أن تسيطر على مدن المسلمين المقدسة) ... إن إنجلترا تعمل لهدفين: إضعاف تأثير الاسلام وتقوية نفوذها وبالتالي .. لذلك أراد الانجليز أن يكون الخديوي في مصر خليفة للمسلمين ولكن ليس هناك مسلم صادق واحد يقبل أن يكون الخديوي أميراً للمؤمنين لأنه بدأ دراسته في جنيف [1] انظر: مذكرات السلطان عبد الحميد، ص23. [2] انظر: مذكرات السلطان عبد الحميد، ص23.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 417