responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 327
المبحث السابع
جذور الحملة الفرنسية الصليبية

لاشك أن هؤلاء المستعمرين كانوا عاملين بطبيعة واحوال المسلمين في مصر من خلال وسائلهم المتعددة، منها ماقام به الرحالة الفرنسي (الجواسيس) الذي أكثروا من رحلاتهم خلال القرنيين السابع عشر والثامن عشر، وكانوا على صلة بالعناصر القبطية المسيحية واليهودية وبعض عناصر المماليك في مصر، ودرسوا كافة الجوانب السياسية، والاقتصادية والفكرية والعسكرية بأدق التفاصيل ومما يدلنا على ذلك حرصهم الشديد في ترويج أفكارهم فترة بقاء الحملة، وحتى بعد رحيلها وزرعهم للمحافل الماسونية اليهودية في مصر التي أصبحت على صلة وثيقة بمحمد علي باشا فيما بعد، لقد كانت خطوات الحملة الفرنسية مدروسة بعناية شديدة قبل القدوم ولم تكن مفاجئة وحتى اكتشاف حجر الرشيد الأثري وفك رموز اللغة الهيروغليفية للمصريين القدماء فإنه إذا كان مفاجئة -وهو أمر مازال يحتاج الى بحث- فإن العناية لهذا الحدث والترويج له وماتبعه من فك رموز لغة الفراعنة واستخدامه كان أمراً مدروساً بعناية كذلك، وكان يدور في إطار الأهداف الكلية لهذه الحملة المعلن منها وغير المعلن.
ويشير المؤرخ المسلم عبد الرحمن الجبرتي الذي عاصر هذه الحملة الى هذه الأمور في معرض حديثه عن المعهد العلمي الذي انشأه الفرنسيون في حارة "الناصرية" فيقول: (وإذا حضر إليهم بعض المسلمين ممن يريدوا الفرجة لايمنعونه الدخول الى أعز أماكنهم ويتلقونه بالبشاشة والضحك وإظهار السرور بمجيئه إليهم خصوصاً إذا رأو فيه قابلية أو معرفة أو تطلعاً للنظر في المعارف والأقاليم والحيوانات والطيور والنباتات وتواريخ القدماء وسير الأمم وقصص الأنبياء وبتصاويرهم وآياتهم ومعجزاتهم وحوادث أممهم مما يحير الأفكار) [1].
أولاً: سر قوة المسلمين:
كان الفرنسيون -والغربيون بصفة عامة- يدركون أن السر في قوة المسلمين يتمثل في

[1] انظر: عجائب الآثار في التراجم والأخبار (3/ 120).
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست