اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 323
وصلت مقدمات جيشه الى نهر "رمينيك" عند حدود النمسا وهناك حدث مالم يكن في الحسبان حيث تمكن الجيشان الروسي والنمساوي من مباغته الجيش العثماني على غفلة وانتصر عليه وسميت تلك المواجهة بمعركة "يوزا" أو "رمينيك" نسبة الى النهر الذي وقعت عنده المعركة [1].
كان لهذه المعركة آثارها السيئة على الدولة العثمانية فلم يعد هناك فرصة لتنظيم الجيش، فتوالت الهزائم على الدولة العثمانية وتزحزحت الى الوراء باتجاه شرق الدانوب، وأعطت النمساويين الفرصة لفك حصار بلغراد وفتح الطريق لقوات الحلفاء وطرد العثمانيين من أوروبا [2].
لقد كانت الحملات الصليبية على الأقاليم العثمانية خلال الشهور الأخير من عام 1789م من أفضع ما شهدته المناطق الحدودية بين الطرفين، ولذلك تميزت الفترة التي أعقبت هذه الحملات بحالتين مختلفتين:
الأولى: وتتمثل في قيام نشاط دبلوماسي وحركات دينية وسياسية في الأوسط الأوروبية تنذر بالخطر، مما جعل الدول القوية تبحث عن السلام وتنادي بإيقاف الحرب بين الدولة العثمانية وعدوتها روسيا والنمسا.
ولاحت الثورة الفرنسية في الأفق وبدأت أخطارها تظهر على مختلف الأصعدة في اوروبا وأوجدت شعوراً قوياً عند الدول الأوروبية ومعها روسيا بأن الوقت قد حان للتعاطف مع الدولة العثمانية خوفاً من استفحال الثورة النابليونية وهيمنة فرنسا على شؤون القارة الأوروبية [3].
والثانية: هي ماشهدته الفترة من تطورات واستعدادات عسكرية جديدة بسبب تلك الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية قبل وبعد معركة "بوزا" والتي أدت الى إثارة السخط والغضب في أوساط الرعية حتى ارتفعت الأصوات بتصحيح الأوضاع وإقالة الصدر الأعظم من منصبه [4].
وتوالت الأحداث واستمرت الهزائم، وضعفت الدولة العثمانية، ومع ظهور الثورة [1] انظر: تاريخ دولت عثمانية، عبد الرحمن شرف، ص210،211. [2] انظر: موقف أوروبا من الدولة العثمانية، ص73. [3] المصدر السابق نفسه، ص74. [4] انظر: موقف أوروبا من الدولة العثمانية، ص74.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 323