اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 292
المبحث الثاني
السلطان مراد الثالث
(982 - 1003هـ/ 1574 - 1594م)
تولى العرش بعد وفاة والده، اهتم بفنون العلم والأدب والشعر وكان يتقن اللغات الثلاثة التركية، والعربية والفارسية وكان يميل إلى علم التصوف اشتهر بالتقوى واهتم بالعلماء، صرف للجنود عطايا الجلوس ومقدارها (110.000) ليرة ذهبية، فمنع الاضطرابات التي كانت تحدث عادة إذا تأخر صرف تلك الهبات [1]. أولاً: منعه للخمور:
وكان من أول أعماله أن أصدر أمر بمنع شرب الخمور بعد ما شاعت بين الناس وأفرط فيها الجنود وخصوصاً الانكشارية، فثار الانكشاريون واضطروه لرفع أمره بالمنع وهذا يدل على ظهور علامات ضعف الدولة بحيث السلطان لايستطيع منع الخمور وإقامة أحكام الشرع عليهم وكذلك يدل على إنحراف الانكشارية عن خطها الإسلامي الأصيل من التربية الرفيعة، وحبها للجهاد وشوقها للشهادة [2].
ثانياً: وضع الحماية على بولونيا وتجديد الامتيازات:
عمل السلطان مراد الثالث على تنفيذ السياسة التي انتهجها والده من قبل، ففي عهده قام بعدة حروب في أماكن مختلفة. ففي عام (982هـ/1574م) هرب ملك بولونيا هنري دي فالوا وذهب إلى فرنسا، فأوصى الخليفة العثماني أعيان بولونيا بانتخاب أمير ترانسلفانيا ملكاً عليهم، ففعلوا، وصارت بولونيا (بولندا) فعلاً تحت حماية العثمانيين عام (983هـ/1575م) واعترفت النمسا بذلك في معاهدة الصلح التي أبرمتها مع الدولة العثمانية عام
(984هـ/ 1576م) ومدتها ثماني سنوات، وهاجم التتار على حدود بولونيا عام (984هـ/1576م) فاستنجدت بالسلطان العثماني فأعلن حمايتها بمعاهدة رسمية [3] وجدد السلطان مراد الامتيازات مع فرنسا والبندقية وزاد بعض الامتيازات القنصلية [1] انظر: الدولة العثمانية في التاريخ الاسلامي، ص100. [2] انظر: تاريخ الدولة العثمانية العلية العثمانية، ص259. [3] انظر: الدولة العثمانية في التاريخ الاسلامي الحديث، ص100.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 292