اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 289
كحزام أمني حول هذه الأماكن وتطلب ذلك منها أسطولاً قادراً على أن يقاوم البرتغاليين [1].
استطاعت الدولة العثمانية أن تبني درع قوي، حمى الأماكن المقدسة الإسلامية من الهجمات المسيحية، ومع ذلك الدرع فقد احتفظ السلطان بحرس عثماني خاص في مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع، كما أقامت الدولة العثمانية محطات حراسة بجوار آبار المياه على طول الطريق بين مصر وسوريا ومكة المكرمة لحماية القوافل، كما قررت الدولة أن يكون الوالي في جدة ممثلاً للباب العالي في الحجاز، عرف الحجاز في العصر العثماني بثنائية السلطة، وقررت الدولة أن تقسم حصيلة الرسوم الجمركية التي تجمع من السفن في ميناء جدة بين الوالي العثماني وشريف مكة المكرمة [2].
الخامس عشر: دفاع عن السلطان سليم ووفاته رحمه الله:
وصف المستشرق " كارل بروكلمان " [3] السلطان سليم الثاني بأنه اشتهر باسم السكير، وبارتكابه المعاصي والذنوب والكبائر وبمصاحبته صحبة السوء والفسق والعصيان، وتأثر بهذه التهم الدكتور عبد العزيز الشناوي [4] رحمه الله ورد الدكتور جمال عبد الهادي على هذه الإتهامات فقال:
1 - شهادة الكافر على المسلم مردودة، فكيف يسمح الكتاب من أبناء المسلمين لأنفسهم بترديد مثل هذه الشهادات والافتراءات على الحكام المسلمين بدون دليل، ألم يتعلموا في مدرسة الإسلام قال تعالى: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً} (سورة النور، آية:12) ويقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} (سورة الحجر، آية: [6]).
2 - أن المستشرقين ومن سار على نهجهم، دأبوا على تصوير الحكام المسلمين المجاهدين بصورة السكارى الذين لايتورعون عن ارتكاب المحرمات [5]، بل دأبوا على النيل من دين الله، والأنبياء والرسل - عليهم السلام -، فكيف نأخذ عنهم مع علمنا بأنهم غير أمناء [6]. [1] انظر: جهود العثمانيين، ص484. [2] انظر: جهود العثمانيين، ص487. [3] انظر: الاتراك العثمانيون، كارل بروكلمان (3/ 137). [4] الدولة العثمانية دولة مفترى عليها (1/ 672). [5] انظر: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ، ص64. [6] المصدر السابق نفسه، ص64.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 289