اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 279
خوارزم، وحكام بخارى وسمرقند من السلطان سليم الثاني أن يفتح استرخان بهدف إعادة فتح طريق الحج [1] لاقى ذلك الطلب القبول لدى الدولة العثمانية اعد صوقللي باشا الصدر الأعظم في الدولة حملة كبرى سنة 976هـ/977هـ/568 - 1569م للاستيلاء على استراخان وتحويلها إلى قاعدة عثمانية للدفاع عن المنطقة وأن يصل مابين نهري الفولجا والدون بقناة صالحة لمرور السفن لتسهل دخول الأسطول العثماني بحر الخزر (قزوين) عن طريق البحر الأسود لتمكن العثمانيين من وقف التوسع الروسي نحو الجنوب وتطرد الفرس من القوقاز واذربيجان بل وغزو فارس من الشمال، بدلاً من مرور الجيوش العثمانية بأرض أذربيجان الوعرة، والاتصال بالأزبك أعداء الصفويين وتتار القرم، ومن شأن كل ذلك أن يؤدي إلى إحياء طريق القوافل القديمة المارة بأواسط آسيا من الشرق إلى الغرب [2].
شرع العثمانيون في تنفيذ مشروع وصل نهر الدون بالفولجا، وحل شهر جمادي الأولى 977هـ/ اكتوبر 1569م حتى كان ثلث القناة قد اكتمل، وان يكن موسم الشتاء قد أدى إلى إيقاف العمل، وحينئذ اقترح قائد الحملة استعمال سفن صغيرة محملة بالمدافع والذخيرة لشن الهجوم على استراخان إلا أن الحملة فشلت بسبب الظروف الطبيعية ومع هذا استطاع صوقللي باشا أن يحقق بعض النجاحات كتشديد قبضة السلطان على أمراء مولدافيا وولاشيا وبولندا، وبذلك اعترضت الدولة العثمانية مرحلياً توسع روسيا شمال وغرب البحر الأسود [3].
ثالثاً: فتح قبرص:
كانت إيطاليا واسبانيا تقدر أهمية جزيرة قبرص وشاع في أوروبا عن تكون حلف ضد السلطان ولكن لم يعمل شيء في حينه لانقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيو الذين واجهوا القوة العثمانية التي وصلت مائة ألف مقاتل استعمل خلالها العثمانيين جميع وسائل الحصار المعروفة، من فر وكر، وزرع للألغام ولم ينتج أي تأثير على الحامية، ولو وصلت قوة مسيحية للنجدة، لصار العثمانيون في خطر، إلا أن المجاعة قامت بعملها، واستسلمت المدينة في ربيع الثاني 979هـ / اغسطس 1571م. [1] انظر: في أصول التاريخ العثماني، ص144. [2] انظر: فتح عدن، محمد عبد اللطيف البحراوي، ص145. [3] انظر: جهود العثمانيين، ص447.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 279