اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 253
سادساً: قلج علي تولى بيلر بك الجزائر:
اسند منصب بيلربك الجزائر الى قلج علي في 14 صفر سنة 976هـ/الموافق [8] أغسطس 1568م وعرف عنه بالعزم في تسيير الادارة والبطولة الحربية والشجاعة [1].
اتخذ قلج علي خطوات عملية لتنفيذ مشروع خطير للغاية وهو إعادة الحكم الاسلامي في اسبانيا وتحرير الشمال الافريقي من الجيوب الصليبية فوجه اهتمامه الى الأسطول أكثر من غيره وصار بعده مبعث قلق ورهبة للأوروبيين [2]، كما انتزع من الفرنسيين حق احتكار المرجان بمركز القالة بسبب تماطلهم وتخلفهم عن دفع الضريبة لثلاث سنوات مضت وتصرفهم في المنطقة التي نزلوا فيها تصرف السادة [3].
سابعاً: إعادة تونس للحكم العثماني:
صمم قلج علي على ضرورة تصفية القواعد الاسبانية في تونس، قبل أن يبدأ نشاطه في شبه الجزيرة الايبيرية [4]، وذلك لتعبئة الدفاع عن طرابلس والجزائر وكان الاسبان قد اتخذوا من تونس نقطة ارتكاز وقاعدة انطلاق على العثمانيين في طرابلس والجزائر [5]، لذلك لابد من تأمينها.
كان قلج علي على اتصال بالوزير الحفصي أبي الطيب الخضار ورأى ذلك الوزير أن فتح تونس قد حان وقته وأرسل الى قلج علي يهون عليه أمرها ويتعهد له بتقديم العون [6].
جهز بيلربك الجزائر قلج علي جيشاً مؤلفاً من نحو سبعة آلاف مقاتل وزحف به نحو تونس فقابل سلطانها أبي العباس أحمد بباجة، ثم بعد قتال عنيف انهزم الأمير الحفصي وتقدم قلج علي بمجموعة نحو تونس وأخذ بيعة أهلها للسلطان سليم الثاني ورتب حامية لحراسة البلاد تحت رعاية حيدر باشا وعاد الى مقره بالجزائر [7]، وبقيت منطقة حلق الواد بيد الاسبان، وكانت قوات قلج علي لاتكفي وحدها لتطهير البلاد من الاحتلال الاسباني، لذا فإنه كتب الى استانبول يطلب مده بقوة تكفي لتحرير الموقع [8]، وكان [1] المصدر السابق نفسه (3/ 95). [2] انظر: تاريخ أفريقيا الشمالية، شارل جوليان (3/ 346). [3] انظر: المغرب العربي الكبير، شوقي الجمل، ص 100. [4] انظر: المغرب العربي الكبير، جلال يحيى، ص84. [5] انظر: الاتراك العثمانيون في شمال افريقيا، عزيز سامح، ص84. [6] انظر: تاريخ الجزائر الحديث، ص49 .. [7] انظر: تاريخ الجزائر العام (3/ 96). [8] انظر: الاتراك العثمانيون في افريقيا الشمالية، ص85.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 253