اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 250
ثانياً: اعتقال حسن خير الدين وأرساله الى استانبول:
استمر حسن خير الدين في استعداداته لمهاجمة المغرب، فشرع في تكوين قوة من رجال القبائل كان ينوي أن يوكل إليها حراسة الجزائر أثناء غيابه لعدم ثقته بالانكشارية، الذين احسوا بالخطر فقاموا في صيف 696هـ/1561م بإعتقال حسن باشا وأعوانه وأرسلوه مقيداً الى استانبول ورافق حسن باشا عدد من زعماء الجند مهمتهم أن يوضحوا للسلطان الأسباب التي دفعتهم الى هذا التصرف متهمين حسن باشا أنه كان ينوي القضاء على الأوجاق والاعتاد على جيش محلي بغرض الاستقلال عن السلطان، لكن السلطان ارسل أحمد باشا مع قوة بحرية لمعاقبة المتمردين والقضاء على الفوضى ونجح احمد باشا في اعتقال زعماء التمرد وأرسلهم الى استانبول [1]. ثالثاً: عودة حسن بن خير الدين إلى الجزائر:
أعاد السلطان العثماني سليمان القانوني حسن بن خير الدين الى بيلربكية الجزائر للمرة الثالثة في أواخر سنة 970هـ/1562م معززاً بعشرة سفن حربية ومزوداً بقوة عسكرية مسلحة [2] قضى بعدها حسن بن خير الدين خمسة أشهر بعد عودته يهيء العدة والعتاد لمهاجمة وهران والمرسى الكبير وهما كل مابقي لاسبانيا ببلاد الجزائر [3].
خرج حسن بن خير الدين في سنة 971هـ/1563م من مدينة الجزائر نحو الغرب، يقود جيشاً كبيراً مؤلفاً من خمسة عشر ألف رجل من رماة البندقية وألف فارس من الصباحية تحت أمرة احمد مقرن الزواوي، واثنى عشر ألف رجل من زواوة وبني عباس، أما مؤن وذخيرة الجيش فقد حملها الاسطول العثماني الى مدينة مستغانم التي اتخذها قاعدة للعمليات وفي 13 ابريل وصل حسن خير الدين بكامل قوته أمام مدينة وهران وضرب حصار حولها، وكان الاسبان مستعدين لتلقي الصدمة وراء حصونهم وقلاعهم [4]، بعد أن توالت النجدات الاسبانية والبرتغالية على وهران استجابة لنداء حاكمها، ومنذ أن صارت القوات العثمانية على مسافة مرحلتين، وبينهما كان البيلربك نفسه على بعد ست مراحل مما اضطر حسن بن خير الدين الى رفع الحصار قبل وصول المزيد من هذه النجدات التي [1] انظر: تاريخ الجزائر الحديث، ص46. [2] انظر: تاريخ الجزائر العام (3/ 93). [3] انظر: حرب الثلاثمائة، ص379. [4] انظر: حرب الثلاثمائة سنة، ص379.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 250