اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 246
والمولى عبد المؤمن وعبد الملك وأحمد المنصور، وذلك خوفاً من القتل [1].
قصد عبد الله الغالب الى مراكش ثم تارودانت حيث انتقم من قتلة أبيه، كما قضى على ثورة السوس التي نزعها عثمان، ثم عاد سريعاً الى فاس لاعداد قواته، لصد الحملة العسكرية التي يقودها حسن بن خير الدين الذي حاول اغتنام فرصة الأحداث الداخلية المغربية لاحتلال البلاد [2] وقامت بين الطرفين معركة على وادي اللين بالقرب من فاس لم تسفر عن شيء إلا أن حسن بن خير الدين الذي وصلته أنباء عن تحرك الاسبان من مدينة وهران بما يوشك أن يقطع عنه خط العودة، فذهب الجيش العثماني الى مرفأ قصاصة في الشمال فركب سفينة وعاد للجزائر بينما ذهب قائد تلمسان الى حاميته استعداداً للحوادث المقبلة [3].
ثامناً: مقتل حاكم وهران الكوديت:
كان دو الكوديت حاكم وهران يدرك أن استرجاع العثمانيين لتلمسان يهدد الوجود الاسباني تهديداً خطيراً فقرر الاستيلاء على مستغانم التي جعلها العثمانيون قاعدة لهم للهجوم على وهران، وكان دا الكوديت يأمل أن يجعلها قاعدة للهجوم على الجزائر [4] لذلك أعد قوة كبيرة تتكون من أثنى عشر ألف مقاتل وخرج على رأسها فهاجم مدينة مستغانم، إلا أن محاولته باءت بالفشل إذ تكبدت القوات الاسبانية في ذي القعدة عام 965هـ/ أغسطس عام 1558م خسائر فادحة وكان حاكم وهران الكوديت من بين القتلى، ورغم فشل الحملة الاسبانية ضد مستغانم فإن العثمانيين لم يعد لديهم أدنى شك في تواطئ المولى عبد الله الغالب بالله مع الاسبان مما جعلهم يتخذون جانب الحيطة والحذر عند محاولة القيام بمساعدة الثائرين ضد الحكام السعديين، فعندما ثار المولى عبد المؤمن في مراكش في ربيع الأول عام 966هـ/ ديسمبر 1558م واستنجد بوالي الجزائر الذي لم يمده بأية مساعدة عسكرية بل رحب به في بلاد الجزائر وزوجه بإحدى بناته ثم ولاه مدينة تلمسان [5]. [1] انظر: أطوار العلاقات المغربية العثمانية، ص17. [2] انظر: تاريخ الدولة السعدية، عبد الكريم كريم، ص86. [3] انظر: حرب الثلاثمائة سنة، ص372. [4] انظر: لسان المعرب، لأبي عبد الله السليماني، ص94. [5] انظر: تاريخ الدولة السعدية، ص87.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 246