اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 211
المعادية [1].
بعد أن بويع "خير الدين" في الجزائر في أعقاب ماحققه من انتصارات على الأسبان والزعماء المحليين المتحالفيين معهم أصبح محط آمال كثير من الولايات والموانئ التي كانت مازالت خاضعة سواء للأسبان أو لعملائهم، وكان أول الذين طلبوا نصرته أهل تلمسان. ومع أن استنجاد الأهالي كان من الممكن أن يكون كافياً لتدخل "خير الدين" إلا أن موقع تلمسان الاستراتيجي الذي كان يجعل وجود "خير الدين" في الجزائر غير مستتب قد جعله يفكر في التدخل قبل أن يطلب الأهالي نجدته، وأن مطالبهم قد دعته للتعجيل بذلك [2].
وأعد "خير الدين" جيشاً كبيراً زحف به الى تلمسان سنة 1517م، وأمن الطريق إليها. وبعد أن نجح في السيطرة عليها تمكن الاسبان، وعملاؤهم من بني حمود، من استعادتها ولقي أحد إخوة "خير الدين" حتفه وهو "اسحاق"، كما قتل "عروج" وكثيرون من رجاله أثناء حصارهم للمدينة ذلك الحصار الذي أمتد لستة أشهر أو يزيد أمتد حتى سنة 1518م.
وقد تركت هذه الأحداث أثراً بالغاً في نفس خير الدين مما دفعه الى التفكير في ترك الجزائر لولا أن أهلها ألحو عليه بالبقاء. وكانت موافقته على البقاء تفرض عليه ضرورة بذلك المزيد من الجهد خشية أن يهاجمه الاسبان ومؤيديهم، كما أن ذلك قد أدى الى أتجاهه الى مزيد من الارتباط بالدولة العثمانية، وبخاصة بعد أن والت لها مصر والشام، فكان ذلك يؤكد احتياج الجانبين الى مزيد من الارتباط بالآخر [3].
رابعاً: سكان مدينة الجزائر يرسلون رسالة استغاثة للسلطان سليم الأول:
قام الأستاذ الدكتور عبد الجليل التميمي بترجمة وثيقة تركية محفوظة في دار المحفوظات التاريخية باستنبول -طوب قابي سيراى- تحت رقم 4656، وهذه الوثيقة عبارة عن رسالة موجهة من سكان بلدة الجزائر على اختلاف مستوياتهم ومؤرخة في أوائل شهر ذي القعدة عام 925هـ، في الفترة من 26من شهر اكتوبر (تشرين الأول) الى [3] من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1519م، وكتبت بأمر من خير الدين الى السلطان سليم بعد [1] انظر: قراءة جديدة في تاريخ العثمانيين، ص58. [2] المصدر السابق نفسه، ص86. [3] انظر: قراءة جديدة في تاريخ العثمانيين، ص86.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 211