اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 46
العباس وغزوية بن يوسف بمؤامرات متتالية وكل من كان من أنصارهم.
وهذا ملاحظ أيضًا في دراسة التاريخ القديم والحديث, وهو أن الأصدقاء والرفقاء الذين لا تقوى لهم, وإنما تجمعهم مصالح ومبادئ فاسدة يصفُّون بعضهم بعضًا, وهذا حدث في الثورة الفرنسية 1879م, والثورة الجزائرية, والثورة السورية, والمصرية, والليبية, والعراقية, وهكذا قديمًا وحديثًا.
وظهر لي أن ذلك سنة من سنن الله الجارية في المجتمعات «من أعان ظالمًا سلطه الله عليه» {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام:129].
وذكر المؤرخون أن الخلاف وقع بين عبيد الله المهدي, وأبي عبد الله الشيعي على الأموال التي استأثر بها النزق الكاذب عبيد الله المهدي, وبعضهم يرى أن أبا عبد الله الشيعي شك في عبيد الله المهدي بأنه ليس المهدي المنتظر.
وصاحب موسوعة المغرب العربي الدكتور عبد الفتاح مقلد الغنيمي ذكر السببين [1] ولم يرجح, ثم إنه دافع عن نسب العبيديين وأنه في رأيه يرجع إلى فاطمة الزهراء, وشن حملة على من طعن في نسب العبيديين ونسبهم إلى اليهود, أو إلى المجوس, واتهمهم أنهم موالون للخلافة العباسية في بغداد أو الأموية في الأندلس وأن الخلافتين شنتا حملة شعواء على النسب العبيدي.
وأقول: إن ابن كثير -رحمه الله- الذي نقل أقوال العلماء في البداية والنهاية في الطعن في النسب العبيدي أقوى حجة, وأمتن سندًا, وأعرف بحقائق الدول ومؤسسيها, وعرف بالصدق والأمانة المتناهية, وكلامه واضح في البداية والنهاية, وأما ابن الأثير فلم يجزم ومال إلى إثبات النسب بدون تصريح, وذلك في «الكامل في التاريخ» [2] وهو معروف بميوله الشيعية, وابن تيمية في الفتاوى يؤكد ويصرح على عدم ثبات النسب الفاطمي, وإليك شهادة المؤرخ القدير ابن خلكان حيث [1] انظر: موسوعة المغرب العربي ص (70). [2] انظر: الكامل في التاريخ (ج5/ 11) وما بعدها.
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 46