اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 18
وذكر ابن عساكر بإسناده إلى أبي الجلاسي قال: سمعت عليًا يقول لعبد الله السبئي: «ويلك, والله ما أفضى إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس وقد سمعته يقول: «إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا» وإنك لأحدهم» [1].
فعلي - رضي الله عنه - حكم على ابن سبأ بأنه خبيث, وهم بقتله, ولما تراجع عن قتله نفاه إلى المدائن, وبين بأنه أحد الدجالين.
وقال الحافظ الذهبي في شأن ابن سبأ: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل, أحسب أن عليًا حرقه بالنار, وزعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه علي فنفاه علي بعد ما هم به» [2].
وقال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد روايات في ذمه: «وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ, وليست له رواية ولله الحمد, وله أتباع يقال لهم السبئية يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب, وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته» [3].
قلت: والحرق بالنار منهي عنه شرعًا, كان يكفي قتلهم بالسيف.
وبذلك يتضح للقارئ الكريم أن ابن سبأ اليهودي هو أول من زرع فكرة التشيع وقال بالرجعة والوصية وتلقفها عنه أتباعه وبعض من قلت بضاعتهم من العلم والهدى [4].
والدارس للتاريخ يتضح له أن الأمة في هزاتها العنيفة يكون سببها رجالاً حاقدين على الإسلام, يتقنون دور التخفي بين أوساط المسلمين ولا يكلُّون ولا يملون من بذر ونشر أفكارهم الشيطانية المناهضة للعقيدة الإسلامية المنبثقة من كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* * * [1] تاريخ دمشق لابن عساكر (ج34/ 6). [2] ميزان الاعتدال (2/ 426). [3] لسان الميزان (3/ 123،122). [4] ابن سبأ حقيقة لا خيال (سعدى الهاشمي).
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 18