اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 15
قال عبد الله بن أحمد -رحمه الله-: قلت لأبي: «من الرافضي؟ قال: الذي يشتم ويسب أبا بكر وعمر» [1]. ثالثًا: سبب تسميتهم بهذا الاسم:
عندما خرج زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم على هشام بن عبد الملك كان في جيشه من يشتم أبا بكر وعمر فمنعهم, فرفضوه, ولم يبق معه إلا مائتا فارس, فقال لهم - أي زيد بن علي-: رفضتموني, قالوا: نعم, فبقى عليهم هذا الاسم [2] , وكان ذلك في سنة ثنتين وعشرين ومائة. يقول ابن كثير
- رحمه الله- في صدد بيانه ما حدث في هذه السنة: «فيها كان مقتل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, وكان سبب ذلك أنه لما أخذ البيعة ممن بايعه من أهل الكوفة أمرهم في أول هذه السنة بالخروج والتأهب له, فشرعوا في أخذ الأهبة لذلك, فانطلق رجل يقال له سليمان بن سراقة إلى يوسف بن عمر نائب العراق فأخبره -وهو بالحيرة يومئذ- خبر زيد بن علي هذا, وكان معه من أهل الكوفة, فبعث يوسف ابن عمر يطلبه ويلح في طلبه, فلما علمت الشيعة ذلك اجتمعوا عند زيد بن علي فقالوا له: ما قولك -يرحمك الله- في أبي بكر وعمر؟ فقال: غفر الله لهما, ما سمعت أحدًا من أهل بيتي تبرأ منهما, وأنا لا أقول فيهما إلا خيرًا, قالوا: فلم تطلب إذًا بدم أهل البيت؟ فقال: إنا كنا أحق الناس بهذا الأمر, ولكن القوم استأثروا علينا به ودفعونا عنه, ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفرًا, وقد ولوا فعدلوا وعملوا بالكتاب والسنة, قالوا: فلم تقاتل هؤلاء إذًا؟ قال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك, إن هؤلاء ظلموا الناس وظلموا أنفسهم, وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وإحياء السنن وإماتة البدع, فإن تسمعوا يكن خيرًا لكم ولي, وإن تأبوا فلست عليك بوكيل, فرفضوه وانصرفوا عنه ونقضوا بيعته وتركوه, فلهذا سموا الرافضة من يومئذ» [3]. [1] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي, ص (165). [2] اعتقادات فرق المسلمين والمشركين, ص (52). [3] البداية (ج9/ 371،370).
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 15