responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 100
واشتهرت تلك القبائل في صعيد مصر بفعل القلاقل وإشاعة الاضطراب والفوضى في البلاد, فكانت هذه المرة فرصة ذهبية للتخلص منها والانتقام من عدو الدولة وقهره والتشفي منه.
وينسب للمستنصر قوله: «والله لأرمينه بجيوش لا أتحمل فيها مشقة» فدعا العرب وأباح لهم مجاز النيل إلى المغرب, وكانت ممنوعة عنها من قبل ذلك, فعبر منهم خلق عظيم [1].
واجتمع الأمير المستنصر العبيدي مع زعماء القبائل العربية ومناهم بالمساعدة المالية والمعنوية, وأعطاهم خيولاً وسلاحًا وعتادًا ومالاً وكل ما يساعدهم في تحقيق أهدافه الشريرة وأباح لهم إفريقية يفعلون فيها ما يشاءون, وقال لهم: «لقد أعطيناكم إفريقية وملك ابن باديس فلا تفتقرن بعدها» [2].
وعندما تحركت جموع العرب في 442هـ- 1050م أرسل الوزير العبيدي الحاقد إلى المعز بن باديس رسالة قائلاً له: «أما بعد, فقد أرسلنا إليكم خيولاً فحولاً, وحملنا عليهم رجالاً كهولاً, ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً» [3].
فسيطرت هذه القبائل على برقة بدون مقاومة تذكر, وكانت برقة قد تمردت على العبيديين أيام الحاكم, وأعلنت الطاعة للمعز أيام المستنصر, وأحرقت المنابر التي كان يخطب فيها للعبيديين, وأحرقت راياتهم, وأعلنت دعوة القائم العباسي [4]. وواصلت القبائل العربية زحفها إلى طرابلس وضواحي تونس, وكان تعداد هذه القبائل المهاجمة على الشمال الإفريقي أربعمائة ألف, ولحقتها أفواج تترى. ويذكر بعض المؤرخين أن العدد الكلي وصل إلى مليون نسمة على مراحل متعددة, وعندما استقرت هذه القبائل في برقة أرسلت أحد شيوخها وهو مؤنس

[1] ظهور الخلافة الفاطمية وسقوطها, د. عبد المنعم ماجد, ص (223).
[2] انظر: تاريخ الفتح العربي, ص (294).
[3] ظهور الخلافة الفاطمية وسقوطها, ص (243).
[4] المصدر السابق, ص (224).
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست