responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 43
النَّاس فِي الْحَرْب وَأَحْسَنهمْ مكيدة ورأيا وأجودهم معرفَة بِأُمُور الأجناد وأحوالهم وَبِه كَانَ يضْرب الْمثل فِي ذَلِك سَمِعت جمعا كثيرا من النَّاس لَا أحصيهم أَنهم لم يرَوا على ظهر الْفرس أحسن مِنْهُ كَأَنَّهُ خلق عَلَيْهِ لَا يَتَحَرَّك وَلَا يتزلزل
وَكَانَ من أحسن النَّاس لعبا بالكرة وأقدرهم عَلَيْهَا لم ير جوكانه يَعْلُو على رَأسه
وَكَانَ رُبمَا ضرب الكرة وَيجْرِي الْفرس ويتناولها بِيَدِهِ من الْهَوَاء ويرميها إِلَى آخر الميدان
وَكَانَت يَده لَا ترى والجوكان فِيهَا بل تكون فِي كم قبائه استهانة باللعب
وَكَانَ إِذا حضر الْحَرْب أَخذ قوسين وتركشين وباشر الْقِتَال بِنَفسِهِ وَكَانَ يَقُول طالما تعرضت للشَّهَادَة فَلم أدْركهَا
سَمعه يَوْمًا الإِمَام قطب الدّين النيسابورى الْفَقِيه الشَّافِعِي وَهُوَ يَقُول ذَلِك فَقَالَ لَهُ بِاللَّه لَا تخاطر بِنَفْسِك وَبِالْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمين فَإنَّك عمادهم وَلَئِن أصبت وَالْعِيَاذ بِاللَّه فِي معركة لَا يبْقى من الْمُسلمين أحد إِلَّا أَخذه السَّيْف وَأخذت الْبِلَاد فَقَالَ يَا قطب الدّين وَمن مَحْمُود حَتَّى يُقَال لَهُ هَذَا قبلى من حفظ الْبِلَاد وَالْإِسْلَام ذَلِك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله يكثر إِعْمَال الْحِيَل وَالْمَكْر وَالْخداع مَعَ الفرنج خذلهم الله تَعَالَى وَأكْثر مَا ملكه من بِلَادهمْ بِهِ وَمن جيد الرَّأْي مَا سلكه مَعَ مليح بن ليون ملك الأرمن صَاحب الدروب فَإِنَّهُ مَا زَالَ يخدعه ويستميله حَتَّى جعله فِي خدمته سفرا وحضرا وَكَانَ يُقَاتل بِهِ الإفرنج وَكَانَ يَقُول إِنَّمَا حَملَنِي على استمالته أَن بِلَاده حَصِينَة وعسرة المسلك

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست