responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 378
تَعَالَى دعاءه وأوقع فِي قُلُوبهم الرعب وَأرْسل عَلَيْهِم الخذلان فوقفوا مواضعهم وَمَا جسروا على الْإِقْدَام عَلَيْهِ وظنوا أَن الْملك الْعَادِل عمل عَلَيْهِم الْحِيلَة وَأَن عَسْكَر الْمُسلمين فِي الكمين فَإِن أقدموا عَلَيْهِ تخرج عَسَاكِر الْمُسلمين من الكمين فَلَا ينفلت مِنْهُم أحد فوقفوا وَمَا أقدموا عَلَيْهِ
قَالَ وَلَوْلَا ذَلِك الإلهام من الله تَعَالَى لكانوا قد استأسروا الْمُسلمين وَمَا كَانَ ينفلت وَاحِد من الْمُسلمين فَوقف عَسْكَر الْكفَّار وبرز اثْنَان مِنْهُم يجولان بَين الصفين يطلبان البرَاز من الْمُسلمين فَأمر الْملك الْعَادِل بخطلخ الزَّاهِد مولى الشَّهِيد بِالْخرُوجِ إِلَيْهِمَا فَخرج وجال بَينهمَا سَاعَة وَحمل على وَاحِد مِنْهُمَا فَقتله ثمَّ جال سَاعَة وَعمل حِيلَة وخدعه وَرجع إِلَى قريب صف الْكفَّار وَحمل على الآخر فَقتله وَرجع إِلَى الصَّفّ
قَالَ وَحدثنَا الشَّيْخ دَاوُد الْمَقْدِسِي خَادِم قبر شُعَيْب على نَبينَا وَعَلِيهِ السَّلَام قَالَ كَانَ أَعْطَانِي ملك الْقُدس بغلة كنت رَاكِبًا عَلَيْهَا يَعْنِي فِي ذَلِك الْيَوْم وَاقِفًا مَعَ الْملك الْعَادِل فَلَمَّا وصل الْكفَّار وقربوا منا شمت بغلتي رَائِحَة خيل الْكفَّار فصهلت تطلب خيلهم فَسَمِعُوا صَهِيل بغلتي فَقَالُوا هَذَا دَاوُد رَاكب على البغلة مَعَ نور الدّين وَاقِف وَلَوْلَا الْحِيلَة والكمين من الْمُسلمين لما وقفُوا مَعَ هَذِه الشرذمة القليلة والطائفة الْيَسِيرَة فتحقق ذَلِك فِي قُلُوبهم فوقفوا وَمَا جسروا على الْإِقْدَام عَلَيْهِ قَالَ فترجل كل من كَانَ مَعَ الْملك الْعَادِل وتشفعوا إِلَيْهِ وباسوا الأَرْض بَين يَدَيْهِ وَقَالُوا أَيهَا الْملك أَنْت بِجَمِيعِ الْمُسلمين فِي هَذَا الْموضع وَفِي هَذَا الإقليم فَإِن جرى وَالْعِيَاذ بِاللَّه وَهن وَضعف من اسْتِيلَاء الْكفَّار على الْمُسلمين من الَّذِي يقدر على تَدَارُكه قَالَ وَحلف هَذَا الشَّيْخ دَاوُد أَنهم أخذُوا بعنان

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست