responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 306
من تبعه واطلعوا علما نصبوه على السُّور وصاحوا نور الدّين يَا مَنْصُور
وَامْتنع الأجناد والرعية من الممانعة لما هم عَلَيْهِ من الْمحبَّة لنُور الدّين وعدله وَحسن ذكره
وبادر بعض قطاعي الْخشب بفأسه إِلَى الْبَاب الشَّرْقِي فَكسر أغلاقه وفتحه فَدخل مِنْهُ الْعَسْكَر وَسعوا فِي الطرقات وَلم يقف أحد بَين أَيْديهم
وَفتح بَاب توما ايضا وَدخل النَّاس مِنْهُ ثمَّ دخل نور الدّين وخواصه وسر كَافَّة النَّاس من الأجناد والعسكرية لما هم عَلَيْهِ من الْجُوع وَغَلَاء الأسعار وَالْخَوْف من منازلة الفرنج الْكفَّار
وَكَانَ مجير الدّين لما أحس بالغلبة والقهر قد انهزم فِي خواصه إِلَى القلعة وأنفذ إِلَيْهِ وأومن على نَفسه وَمَاله وَخرج إِلَى نور الدّين فطيب نَفسه ووعده الْجَمِيل
وَدخل نور الدّين القلعة فِي يَوْم الْأَحَد الْمُقدم ذكره وَأمر بالمناداة بالأمان للرعية وَالْمَنْع من انتهاب شَيْء من دُورهمْ وتسرع قوم من الرعاع والأوباش إِلَى سوق عَليّ وَغَيره فعاثوا ونهبوا وانفذ نور الدّين إِلَى أهل الْبَلَد بِمَا طيب نُفُوسهم وأزال نفرتهم
واخرج مجير الدّين مَا كَانَ لَهُ فِي دوره بالقلعة والخزائن من المَال والآلات والأثاث على كثرته إِلَى الدَّار الأتابكية دَار جده وَأقَام أَيَّامًا ثمَّ تقدم إِلَيْهِ بِالْمَسِيرِ إِلَى حمص فِي خواصه وَمن أَرَادَ الْكَوْن مَعَه من أَسبَابه وَأَتْبَاعه بعد أَن كتب لَهُ المنشور بإقطاعه عدَّة ضيَاع بأعمال حمص برسمه ورسم جنده وَتوجه إِلَى حمص على القضيه المقررة
ثمَّ أحضر نور الدّين غذ ذَلِك الْيَوْم أماكل الرّعية من الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء والتجار وخوطبوا بِمَا زَاد فِي إيناسهم وسرور نُفُوسهم وَحسن النّظر لَهُم بِمَا يعود بصلاح أَحْوَالهم وَتَحْقِيق آمالهم فَأَكْثرُوا الدُّعَاء لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ وَالشُّكْر لله تَعَالَى على مَا أصاره إِلَيْهِ
ثمَّ تَلا ذَلِك أبطال حُقُوق دَار الْبِطِّيخ

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست