responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 264
قَالَ أَبُو يعلى وَفِي عَاشر الْمحرم نزلت أَوَائِل عَسْكَر نور الدّين على أَرض عذراء من عمل دمشق وَمَا والاها وَفِي الْغَد قصد فريق وافر مِنْهُم نَاحيَة السهْم والنيرب وكمنوا عِنْد الْجَبَل لعسكر دمشق فَلَمَّا خرج مِنْهَا إِلَيْهِم أسْرع النذير إِلَيْهِم فَحَذَّرَهُمْ وَقد ظهر الكمين فَانْهَزَمُوا إِلَى الْبَلَد
وَفِي الْغَد نزل نور الدّين بعسكره على عُيُون فاسريا بَين عذراء ودومة وامتدوا إِلَى تِلْكَ الْجِهَات ونزلوا من الْغَد فِي أَرَاضِي حجيرا وراوية فِي الْخلق الْكثير والجم الْغَفِير وانبثت أَيدي المفسدين من الْعَسْكَر الدِّمَشْقِي والأوباش من أهل العيث وَالْفساد فِي زروع النَّاس فحصدوها وَفِي الثِّمَار فأفنوها بِلَا مَانع وَلَا دَافع وتحرك السّعر وانقطعت السابلة وَوَقع التأهب للحصار ووافت رسل نور الدّين إِلَى وُلَاة الْبَلَد يَقُول أَنا مَا أوثر إِلَّا صَلَاح أَمر الْمُسلمين وَجِهَاد الْمُشْركين وخلاص من فِي أَيْديهم من الْأُسَارَى فَإِن ظهرتم معي فِي عَسْكَر دمشق وتعاضدنا على الْجِهَاد فَذَلِك المُرَاد
فَلم يعد الْجَواب إِلَيْهِ بِمَا يرضاه فَنزل فِي أَرض مَسْجِد الْقدَم وَمَا وَالَاهُ من الشرق والغرب
وَبلغ مُنْتَهى الخيم إِلَى الْمَسْجِد الْجَدِيد قبلى الْبَلَد
قلت هُوَ الَّذِي يُسمى فِي زَمَاننَا بمقبرة الْمُعْتَمد بَين مَسْجِد الْقدَم وَمَسْجِد فلوس
قَالَ وَهَذَا منزل مَا نزله أحد من مقدمى العساكر فِيمَا سلف من السنين وأهمل الزَّحْف إِلَى الْبَلَد إشفاقا من قتل النُّفُوس
ووصلت الْأَخْبَار باحتشاد الفرنج واجتماعهم لإنجاد أهل دمشق فضاقت صُدُور أهل الصّلاح وَزَاد إنكارهم لمثل هَذِه الْأَحْوَال الْمُنكرَة والمناوشات فِي كل يَوْم

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست