responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 235
ظفرنا بِهِ طمع فِيهِ للفرنج وَلنَا بِالشَّام حمص وَقد صَار لَهُ عندنَا سنجار فَهَذِهِ أَنْفَع لنا من تِلْكَ وَتلك أَنْفَع لَهُ من هَذِه والرأي أَن نسلم إِلَيْهِ حمص ونأخذ سنجار وَهُوَ فِي ثغر بِإِزَاءِ الفرنج وَيتَعَيَّن مساعدته
فاتفق الْجَمَاعَة على هَذَا الرَّأْي وَسَار جمال الدّين إِلَى نور الدّين وابرم مَعَه الْأَمر وتسلم حمص وَسلم سنجار إِلَى أَخِيه وَعَاد نور الدّين وَأخذ مَا كَانَ بسنجار من المَال
وَلما تسلم قطب الدّين سنجار أقطعها لزين الدّين لِأَن حمص كَانَت لِأَخِيهِ ينَال وَهُوَ مُقيم بهَا
واتفقت كلمتهم واتحدت آراؤهم وكل وَاحِد مِنْهُمَا لَا يصدر إِلَّا عَن أَمر أَخِيه
وَطلب نور الدّين أَن يكون الْجمال عِنْده فَقَالَ لَهُ الْجمال أَنْت عنْدك من الْكِفَايَة مَا تَسْتَغْنِي بِهِ عَن وَزِير ومشير وَلَيْسَ عنْدك من الْأَعْدَاء مثل مَا عِنْد أَخِيك لِأَن عَدوك كَافِر فَالنَّاس يدفعونه ديانَة وأعداء أَخِيك مُسلمُونَ فَيحْتَاج من يقوم بدفعهم وَإِذا كنت عِنْد أَخِيك فالنفع إِلَيْك عَائِد وَأُرِيد من بلادك مثل مَا لي من بِلَاد أَخِيك مَعُونَة على كَثْرَة خرجي فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فَقَالَ لَهُ جمال الدّين أَنْت عَلَيْك خرج كثير لأجل الْكفَّار فَيجب مساعدتك وَأَنا أقنع مِنْك بِعشْرَة آلَاف دِينَار كل سنة
فَأمر لَهُ بهَا
فَكَانَ نَائِب جمال الدّين يقبضهَا كل سنة وَيَشْتَرِي بهَا أسرى من الفرنج ويطلقهم
قلت وقرأت فِي = ديوَان القيسراني = وَقَالَ فِي نور الدّين عِنْد قدومه وَقد استولى على سنجار وأعمال الرحبة والفرات وَذَلِكَ فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مئة
(هَذَا الَّذِي ولدت لَهُ الأفكار ... وتمخضت فألا بِهِ الْأَشْعَار)
(وَجَرت لَهُ خيل النهى فِي حلبة ... وَردت وصفو ضميرها الْمِضْمَار)

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست