responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 190
فَجمع الْعَسْكَر وَحفظ الْبَلَد وحصرهم الفرنج وزحفوا إِلَيْهِم سادس ربيع الأول فَخرج الْعَسْكَر وَأهل الْبَلَد لمنعهم
وَكَانَ فِيمَن خرج الشَّيْخ الْفَقِيه حجَّة الدّين أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن ذوناس المغربي الفندلاوي شيخ الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَكَانَ شَيخا كَبِيرا زاهدا عابدا خرج رَاجِلا فَرَآهُ معِين الدّين فقصده وَسلم عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا شيخ أَنْت مَعْذُور وَنحن نكفيك وَلَيْسَ بك قُوَّة على الْقِتَال فَقَالَ قد بِعْت وَاشْترى فَلَا نُقيله وَلَا نَسْتَقِيلهُ
يعْنى قَول الله تَعَالَى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة} الْآيَة
وَتقدم فقاتل الفرنج حَتَّى قتل رَحمَه الله عِنْد النيرب شَهِيدا
وَقَوي أَمر الفرنج وتقدموا فنزلوا بالميدان الْأَخْضَر وَضعف أهل الْبَلَد عَن ردهم عَنهُ
وَكَانَ معِين الدّين قد أرسل إِلَى سيف الدّين يستغيث بِهِ ويستنجده ويسأله الْقدوم عَلَيْهِ ويعلمه شدَّة الْأَمر
فَجمع سيف الدّين عساكره وَسَار مجدا إِلَى مَدِينَة حمص وَأرْسل إِلَى معِين الدّين يَقُول لَهُ قد حضرت وَمَعِي كل من يُطيق حمل السِّلَاح من بلادي فَإِن أَنا جِئْت إِلَيْك ولقينا الفرنج وَلَيْسَت دمشق بيد نوابي وأصحابي وَكَانَت الْهَزِيمَة وَالْعِيَاذ بِاللَّه علينا لَا يسلم منا أحد لبعد بِلَادنَا عَنَّا وَحِينَئِذٍ يملك الفرنج دمشق وَغَيرهَا فَإِن أردتم أَن ألقاهم وأقاتلهم فتسلم الْبَلَد إِلَى من أَثِق إِلَيْهِ وَأَنا أَحْلف لَك إِن كَانَت النُّصْرَة لنا على الفرنج أنني لَا آخذ دمشق وَلَا أقيم لَهَا إِلَّا مِقْدَار مَا يرحل الْعَدو عَنْهَا وأعود إِلَى بلادي
فماطله معِين الدّين لينْظر مَا يكون من الفرنج
فَأرْسل سيف الدّين إِلَى الفرنج

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست