responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 158
لحسن سيرته فَكَانَ يَقْصِدهُ النَّاس ويتخذون بِلَاده دَار إِقَامَة
وَهُوَ الَّذِي أَمر بِبِنَاء دور المملكة بالموصل وَلم يكن بهَا للسُّلْطَان غير الدَّار الْمَعْرُوفَة بدار الْملك مُقَابل الميدان
ثمَّ رفع سورها وعمق خندقها
وَهُوَ الَّذِي فتح الْبَاب الْعِمَادِيّ وَإِلَيْهِ ينْسب
قَالَ وَكَانَت الْموصل اقل بِلَاد الله فَاكِهَة وَكَانَ الَّذِي يَبِيع الْفَوَاكِه يكون عِنْده مقراض يقص بِهِ الْعِنَب لقلته إِذا أَرَادَ أَن يزنه فَلَمَّا عمرت الْبِلَاد عملت الْبَسَاتِين بِظَاهِر الْموصل وَفِي ولايتها
قَالَ وَمن حسن آرائه أَنه كَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بأخبار الْأَطْرَاف وَمَا يجرى لأصحابها حَتَّى فِي خلواتهم وَلَا سِيمَا دركاه السُّلْطَان وَكَانَ يغرم على ذَلِك المَال الجزيل فَكَانَ يطالع وَيكْتب إِلَيْهِ بِكُل مَا يَفْعَله السُّلْطَان فِي ليله ونهاره من حَرْب وَسلم وهزل وجد وَغير ذَلِك فَكَانَ يصل إِلَيْهِ كل يَوْم من عيونه عدَّة قَاصِدين
وَكَانَ مَعَ اشْتِغَاله بالأمور الْكِبَار من أُمُور الدولة لَا يهمل الِاطِّلَاع على الصَّغِير وَكَانَ يَقُول إِذا لم يعرف الصَّغِير ليمنع صَار كَبِيرا
وَكَانَ لَا يُمكن رَسُول ملك يعبر فِي بِلَاده بِغَيْر أمره وَإِذا استأذنه رَسُول فِي العبور فِي بِلَاده أذن لَهُ وَأرْسل إِلَيْهِ من يسيره وَلَا يتْركهُ يجْتَمع بِأحد من الرّعية وَلَا غَيرهم فَكَانَ الرَّسُول يدْخل بِلَاده وَيخرج مِنْهَا وَلَا يعلم من أحوالها شَيْئا الْبَتَّةَ

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست