responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 154
فصل فِي وَفَاة زنكي رَحمَه الله
قَالَ ابْن الْأَثِير كَانَت قلعة جعبر قد سلمهَا السُّلْطَان ملكشاه إِلَى الْأَمِير سَالم بن مَالك الْعقيلِيّ لما ملك قسيم الدولة مَدِينَة حلب فَلم تزل بِيَدِهِ وَيَد أَوْلَاده إِلَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين
فَسَار الشَّهِيد إِلَيْهَا فحصرها وَكَانَ الْبَاعِث لَهُ على حصرها وَحصر فنك أَلا يبْقى فِي وسط بِلَاده مَا هُوَ لغيره وَإِن قل للحزم الَّذِي كَانَ عِنْده وَالِاحْتِيَاط وَأقَام عَلَيْهِ يحصره بِنَفسِهِ إِلَى أَن مضى من شهر ربيع خمس لَيَال
فَبينا هُوَ نَائِم دخل عَلَيْهِ نفر من مماليكه فَقَتَلُوهُ غيلَة وَلم يجهزوا عَلَيْهِ وهربوا من ليلتهم إِلَى القلعة وَلم يشْعر أَصْحَابه بقتْله
فَلَمَّا صعد أُولَئِكَ النَّفر إِلَى القلعة صَاح من بهَا إِلَى الْعَسْكَر يعلمهُمْ بقتْله فبادر أَصْحَابه إِلَيْهِ فأدركه أوائلهم وَبِه رَمق
ثمَّ ختم الله بِالشَّهَادَةِ أَعماله
(لَاقَى الْحمام وَلم أكن مُسْتَيْقنًا ... أَن الْحمام سيبتلى بحمام)
فأضحى وَقد خانه الأمل وأدركه الْأَجَل وتخلى عَنهُ العبيد والخول فَأَي نجم لِلْإِسْلَامِ أفل وَأي نَاصِر للْإيمَان رَحل وَأي بَحر ندى نضب وَأي بدر مَكَارِم غرب وَأي أَسد افترس وَلم ينجه قلَّة حصن وَلَا صهوة فرس
فكم أجهد نَفسه لتمهيد الْملك وسياسته وَكم أدبها فِي حفظه وحراسته فَأَتَاهُ مبيد الْأُمَم ومفنيها فِي الْحَدث والقدم فأصاره بعد الْقَهْر لِلْخَلَائِقِ

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست