responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 91
إمارة الرها الصليبية، فانقذ تمرتاش من هجوم جديد ضد أملاكه [1].
ك- موقف عماد الدين من إمارة أرمينية: لابد قبل الانتهاء من سرد وتحليل علاقات زنكي بأمراء أرمينية المتاخمة لذلك الأقليم [2]، إذ أرسل في عام 528هـ يطلب خطبة ابنه سمكان القطبي الذي كانت زوجته قد تولت الوصاية على شؤون الإمارة منُذ وفاته عام 505هـ وصادف في الوقت نفسه أن تقدم حسام الدولة بن دلماج أمير بدليس المجاورة، يخطب هذه الفتاة لابنه، الأمر الذي أغضب زنكي أشد الغضب، وأعتبر الموضوع بمثابة تحّد لرغبته، فتقدم على رأس قواته إلى خلاط، سالكاً بجنده الطرق الجبلية الوعرة، غير المسلوكة من أجل أن يبلغ هدفه بأسرع وقت ممكن [3]. فكان الجيش بغير خيام وكل جندي في موضعه من الطريق [4]. وعندما وصلوا خلاط ضربوا خيامهم قريباً منها، واتجه زنكي مع كبار أفراد حاشيته إلى القلعة لكتابة المهر. وما أن أتم ذلك حتى قام بإرسال حاجبه الياغسياني إلى بدليس، على رأس قسم من قواته، لتأديب صاحبها، إلا أن هذا استطاع إقناع قائد زنكي بالعودة إلى سيده مقابل مبلغ من المال [5]. وهكذا أعتمد زنكي رابطة الزواج لتعزيز علاقته بإمارة أرمينية
وكسب - بذلك - صديقاً جديداً، ربما حصل على مساعدته خلال عملياته العسكرية في المناطق القريبة من أرمينية، أو ضمن حياده على الأقل، سيما وأن هذه الإمارة كانت تجاور أعداءه في ديار بكر ومناطق الجبال الكردية، مما كان يحتم إبعادها عن الدخول في الصراع إلى جانب هؤلاء الأعداء ولم يحاول زنكي - من جهة أخرى - أن يتوسع على حساب هذه الإمارة، ربما لبعدها عن حدود ممتلكاته، وعدم تشكيلها خطراً مباشراً عليه، حيث يفصل بين الطرفين عدد من الأمارات والمواقع المستقلة في أقاليم الجبال وديار بكر، امتصت معظم جهوده خلال صراعه الطويل مع أمرائها، هذا إلى أن المنشور، الذي منحه السلطان السلجوقي لزنكي، نص على توليته الموصل والجزيرة والشام، دون أية إشارة إلى أرمينية وفضلاً عن هذا وذاك، كان هدف زنكي الرئيسي العمل على توحيد المواقع الإسلامية التي تخدمه في صراعه ضد الصليبيين، ولم تكن أرمينية ذات غناء كبير في هذا المجال، وأخيراً لا بد أن نلاحظ بعد نظر زنكي في سياسته التي استهدفت عدم إضعاف الإمارة المذكورة التي كانت بمثابة حزام واقٍ ضد هجمات الخزر والقفجاق القاسية على الجهات الشمالية
من

[1] المصدر نفسه ص 115.
[2] عماد الدين زنكي ص 96.
[3] المصدر نفسه ص 97.
[4] المصدر نفسه ص 97.
[5] المصدر نفسه ص 97.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست