اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 150
وعندما انتشر خبر اغتيال زنكي في معسكره انقسم إلى قسمين اتجه أحدهما إلى حلب بقيادة نور الدين محمود واتجه القسم الآخر إلى الموصل بقيادة جمال الدين الأصفهاني حيث قام هو وكبار الأمراء بتنصيب سيف الدين غازي أميراً على الموصل [1] وحملت جثة زنكي إلى الرقة حيث دفنت في مشهد هناك في منطقة قبور شهداء
صفين [2].
3 - ما قيل في مقتل عماد الدين زنكي من شعر: اضطربت الأمور بعد مقتل عماد الدين واختلت المسالك بعد الهيبة المشهورة، والأمنة المشكورة وانطلقت أيدي التركمان والحراميَّة في الإفساد في الأطراف والنواحي وقال أبو يعلى التميمي في صفة هذا الحال أبياتاً:
كذاك عماد الدين زنكي تنافرت ... سعادته عنه وخرَّت دعائمه
وكم بيت مال من نُضارٍ وجوهر ... وأنواع ديباج حوتها مخاتمه
وأضحت بأعلى كلَّ حصن مصونةً ... يحامي عليها جنده وخوادمه
ومن صافنات الخيل كلُّ مُطهَّم ... يروع الأعادي حَليُه وبراجمه
فلو رامتِ الكُتّاب وصف شياتها ... بأقلامها ما أدرك الوصف ناظمه
وكم معقل قدرامه بسيوفه ... وشامخ حصن لم تفته غنائمه
ودانت ولاة الأرض فيها لأمره ... وقد أمَّنتهم كُتْبُه وخواتمه
وأمّن من في كل قطر بهيبة ... يُراع بها أعرابه وأعاجمه
وظالم قوم حين يُذكر عَدْلُه ... فقد زال عنهم ظُلْمُه وخصائمه
وأصبح سلطان البلاد بسيفه ... وليس له فيها نظير يزاحمه
وزاد على الأملاك بأسا وسطوة ... ولم يبق في الأملاك ملك يقاومه
فلما تناهى ملكه وجلاله ... وراعت وُلاةَ الأرضِ منه لوائمه
أتاه قضاء لا تُردُّ سهامه ... فلم تُنْجِه أمواله ومغانمه
وأدركه للحين فيها حِمامهُ ... وحامت عليه بالمنون حوائمه
وأضحى على ظهر الفراش مُجَّدلا ... صريعاً تولىَّ ذبحه فيه خادمه
وقد كان في الجيش اللُّهام [3] مبيته ... ومن حوله أبطاله وصوارمُه [1] عماد الدين زنكيص 187. [2] المصدر نفسه ص 187. [3] اللُّهام: أي الكثير، كأنه يلتهم كل شيء.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 150