responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 105
تل اغدي، معرة النعمان، وكفر طاب [1]، أدت هذه الانتصارات التي حققها زنكي ضد الصليبيين إلى تنبيههم إلى تزايد خطره على ممتلكاتهم في الشام، وإلى ضرورة توجيه ضربة حاسمة إليه، وراحو يتحينون الفرصة المواتية لإنزال هذه الضربة وبعد عامين وحينما كان منهمكاً في حصاره لحمص، قاموا بحشد جيش كبير تقدموا به مسرعين لمباغتة زنكي والقضاء عليه، وكسب حكام دمشق إلى جانبهم وعندما سمع بذلك سار للقائهم بعيد عن حمص كيلاً يوقع نفسه في شقي الرحى بينهم وبين الحمصيين، ورأى أن خير وسيلة يستدرج بها الصليبيين إليه، وتتيح له، في نفس الوقت تولي زمام المبادرة بنفسه، هو أن يظهر عزمه على مهاجمة حصن بعرين الصليبي القريب وما أن بدأ زحفه صوب ذلك الموقع حتى تقدم إليه الصليبيون بقيادة كل من فولك ملك بيت المقدس وريموند كونت طرابلس ودارت بين الطرفين معركة شديدة انتهت بانتصار المسلمين، وقتل وأسر عدد كبير من جند العدو وأمرائه وقادته، كان ريموند من بينهم، أما فولك فقد تمكن من الهروب إلى حصن بعرين [2].
ومالبث عماد الدين زنكي أن تقدم نحو الحصن وفرض عليه حصاراً شديداً، بينما إتجه عدد من المنهزمين من المعركة إلى بلاد البيزنطيين وأوروبا طالبين النجدة من أبناء العالم المسيحي وأمرائه قائلين لهم أن زنكي، إذا ما تمكن من الاستيلاء على بعرين، سهلت عليه السيطرة على بقية الممتلكات الصليبية في الشام، لعدم وجود من يدافع عنها: وأن المسلمين لهم نية في قصد بيت المقدس. فجمع المسيحيون جيشاً كبيراً من الصليبيين والبيزنطيين، وساروا لنجدة الحصن. إلا أن زنكي كان قد عزله عن العالم الخارجي ومنع عنه تسلل الأخبار، كما أن تشديده الحصار على هذا الموقع الهام أدى إلى تناقص الميرة والذخيرة فيه، الأمر الذي اضطر أصحابه إلى طلب الصلح، فأجابهم زنكي إليه، بعد أن علم بتقدم الأعداء لنجدته، واشترط عليهم، فضلاً عن تسليم الحصن، تقديم مبلغ قدره خمسون ألف دينار يستعين بها على نشاطه العسكري، فلم يتردد أصحاب الحصن في قبول مطالب زنكي، بعد أن أيقنوا بعجزهم عن مقاومته، والتمسو منه إطلاق سراح أمرائهم وكبار أسراهم، فأطلقهم، بعد أن عاملهم معاملة حسنة، وتسلم الحصن [3]. والواقع أن ما اشتهر به عماد الدين زنكي من الجلد والصبر ساعده في تحقيق أهدافه، وهو على يقين بما يفعله، فلم تكن بارين قلعة غير ذات أهمية، إذ أن تملكها سوف

[1] زبدة حلب (2/ 259) عماد الدين زنكي ص 142.
[2] ذيل تاريخ دمشق ص 258 - 259 عماد الدين زنكي ص 142.
[3] عماد الدين زنكي ص 143.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست