responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 102
وأما خصائص الصليبيين الاستراتيجية الإسلامية فامتازت باتساع رقعتها وطول خطوط مواصلاتها المتصلة شرقاً وغرباً بقواعد آمنة للتموين في سرعة ففي الشمال حلب وحماه وإلى الشرق الموصل وقلاع الجزيرة ولكنها مدن حصينة، وفي الغرب مصر وما وراءها من بلاد المغرب العربي والنوبة واليمن [1]. وبدأ المسلمون في مقاومة الصليبيين منُذ اللحظات الأولى لقدومهم لكن كانت الكفة الراجحة للصليبيين فطمعوا في حلب ودمشق وفرضوا عليها الأتاوات ويصف الحال ابن الأثير [2]، لما ملك المولى الشهيد البلاد كانت الفرنج قد اتسعت بلادهم وكثرت أجنادهم وعظمت هيبتهم وامتدت إلى بلاد الشام أيديهم وضعف أهلها عن غارتهم وكانت مملكة الفرنج جينئذ قد امتدت من ناحية ماردين وسثجتان إلى عريش مصر لم يتخلله من ولاية المسلمين غير حلب وحمص وحماه ودمشق وكانت سراياهم تبلغ من ديار بكر إلى آمد ومن الجزيرة إلى نصيبين ورأس العين وأما الرقة وحران فقد كان أهلها معهم في ذل صغار وانقطعت الطرق إلى دمشق إلا على الرحبة والبر فكان التجار والمسافرين يلقون من المخاوف وركوب المفازة تعباً ومشقة ويخاطرون بالقرب من القبائل العربية بأموالهم وأنفسهم ثم زاد الأمر وعظم الشر حتى جعلوا على كل بلد جاورهم خراجاً يأخذونها منهم ليكفوا أيديهم عنهم، ثم لم يقتنعوا بذلك حتى أرسلوا إلى مدينة دمشق واستعرضوا الرقيق ممن أخذ من الروم والأرمن وسائر البلاد النصارنية وخيروهم المقام عند أربابهم أو العودة إلى أوطانهم والرجوع إلى أهلهم وإخوانهم وناهيك بهذه الحالة للمسلمين ذلة وصغاراً وللكافرين قدرة واقتساراً ... وأما حلب فإنهم ناصفوها أعمالها حتى الرحا على باب الجنان وبينها وبين المدينة عشرون خطوة وأما باقي بلاد الشام فكانت حالها أشد من هذين البلدين [3].

ثانياً: سياسة عماد الدين زنكي مع الصليبيين:
أدّت مواقف عماد الدين زنكي من الصراع ضد الصليبيين دوراً بارزاً في تحديد مستقبله السياسي، إذ دفعت السلطان محمد السلجوقي إلى توليته الموصل والجزيرة وما يفتحه من بلاد الشام إثر وفاة واليها عز الدين مسعود بن البُرسُقي في عام 521هـ/1127م ويبدو أن السلطان اقتنع بأنه الرجل الكفء الذي يستطيع أن يملأ الفراغ الذي تركه حكام الموصل من قبل، مما يؤكد حرصه على الاستفادة من قدراته لصد الخطر الصليبي الجاثم على حدود العراق الغربية [4].لم يمارس عماد الدين زنكي، في بداية حكمه للموصل أي نشاط عسكري

[1] صلاح الدين ص 310 قلعجي الحروب الصليبية والأسرة الزنكية ص 113.
[2] المصدر نفسه ص 113
[3] المصدر نفسه ص 114.
[4] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 129.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست