اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 97
عني، ويرغبوك في النزوح عن بلادك إلى مصر، وإذا ما دخلت البلاد فاصطحبهم معي [1]، فأجابه الملك المظفر إلى ذلك ثم قفل عائداً إلى بلاده وفي الطريق ارسل هولاكو في طلبه يأمره بالعودة إليه ثانية فعاد إليه يرتجف خوفاً، فلما اجتمع به قال له هولاكو: إن اصحابك أخبروني أن لك باطناً مع صاحب مصر، وقد رأيت أن يكون عندك من جهتي من يمنعك من التسلل إليهم، ثم عيّن لذلك أمير يدعى ((أحمد بغا)) وأعادهما إلى ماردين، بعد أن أضاف إلى الملك المظفر نصيبين والخابور، ومنطقة لا يستهان بها من ديار بكر ضمت إلى آمد وميافارقين، كما ألحق بإمارته بعض المدن التي سيطر عليها المغول في الجزيرة كقرقيسيا حيث ابقى المغول قوة لحفظ المعابر ([2])،
وفي الوقت نفسه أمر هولاكو الملك المظفر بهدم أبراج قلعة ماردين وما أن غادر الملك المظفر معسكر هولاكو حتى أقدم الأخير على ضرب رقاب اصحاب الملك السعيد، وكان عددهم سبعين رجلاً من كبار أمراء ماردين، ولم يكن لاي من هؤلاء ذنب يذكر، ولكن قصد بقتلهم أن يقص جناح الملك المظفر [3]. وغدت مدينة ماردين ولاية مغولية، ينفذ حكامها ما يأمرهم به قادة المغول، ويلتزمون بالخطوط العامة لسياستهم الخارجية وتحركاتهم العسكرية، ويقدمون لهم المال والإمدادات العسكرية ويضربون السكة باسمهم ويخطبون لهم وحقق المغول بإدخالهم إمارة ماردين وغيرها تحت سيطرتهم هدفهم المنشود وهو السيطرة على منطقة ديار بكر واتخاذها مركزاً لتنظيم الهجمات على الجهات الغربية من العالم الإسلامي [4].
ثانياً: السلطان الناصر بين المقاومة والاستسلام: أقدم الملك الناصر يوسف الايوبي صاحب حلب ودمشق الذي يعد أعلى الأمراء الايوبيين شأناً في بلاد الشام على اعلان الخضوع لهولاكو بعد سقوط بغداد مباشرة، فقد استجاب لأمر هولاكو، فأنفد إليه ابنه الملك العزيز يحمل الهدايا والتحف معه عدد من الأمراء فلما وصل العزيز إلى معسكر هولاكو وسلمه ما معه من الهدايا والتحف التي تعبر عن الولاء والتبعية لهولاكو، طلب منه العزيز على لسان والده أن يرسل إليهم نجدة لمساعدتهم في استعادة الاراضي المصرية، من أيدي المماليك [5]. [1] جهاد المماليك صـ 84. [2] المصدر نفسه صـ 84 .. [3] المصدر نفسه صـ84. [4] المصدر نفسه صـ 87. [5] السلوك نقلاً عن جهاد المماليك صـ69.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 97