responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
أـ لويس التاسع واستغلال فرصة النزاع بين المسلمين: ففي هذا الوقت الذي كان فيه الشرق الإسلامي منقسماً على نفسه كان الملك الفرنسي في عكا يسعى لتأليف حملة جديدة تهدف إلى امتلاك البيت المقدس. وحري بالذكر في هذا المجال أن المسيحيين في المعاقل اللاتينية في سورية وعلى رأسهم لويس كانوا يدركون حقيقة الحال في مصر والشام وكانوا ملمين إلماماً تاماً بأحوال العالم الإسلامي المضطربة إبان فترة الأنتقال هذه، إذ سجل لويس في رسالته إلى شعبه أن هذا الشقاق قد انعش آماله [1]، كما وجد الفرصة مواتيه لتعويض ما خسره في مصر [2]، ومما يدلنا على اهتمام الغرب المسيحي بما كان يجرى في الشرق الإسلامي من أحداث وقتذاك أن المؤرخين الغربيين المعاصرين لهذه الفترة أمثال جوانفيل وروتلان ووليم دي ناجي، ووليم دي شارتر، ومتى الباريزي وغيرهم، قد تتبعوا مراحل الخلاف بين مصر والشام، وسجلوا الكثير من ظروف الحال بينهما مما لا تقل قيمته عما خلفته لنا المصادر الإسلامية في هذا الشأن، وهي فضلاً عن ذلك تعطينا فكرة واضحة عن هذا النزاع من وجهة النظر المسيحية وعن موقف لويس منه [3]، من هنا يتضح أن مهمة الملك لويس التاسع في هذه الفترة بالذات التي قام فيها الخلاف بين بني أيوب في الشام والمماليك في مصر هي استغلال الفرصة، وترقب الأمور عن كثب، واتخاذ خطة السياسة والدهاء، عساه أن يعوض من وراء ذلك ما فاته في حملته الفاشلة على الديار المصرية [4].

ب ـ تردد السفارات بين ملوك مصر والشام ولويس التاسع:
هكذا ترددت الرسل وتعددت السفارات بين كل من أمراء مصر والشام وبين الملك الفرنسي في عكا وفي غيرها من بلاد الشام المحتلة وكل منهما يمنيه بالوعود المغرية طمعاً في كسبه إلى جانبه، ولكنه اتخاذ سياسة الحرص والحذر، متوخياً في ذلك ماتمليه عليه المصلحة المسيحية قبل أن يتخذ قراراً حاسماً، فقد كان بوسعه الإنضمام إلى أحد الفريقين أو الوقوف موقف الحياد أو أن يستمر على سياسة متأرجحة أملاً في استتراف قوى الفريقين إلى أقصى حد ممكن [5]، على أية حال، لم يكد لويس يستقر في عكا حتى أرسل إليه الناصر يوسف صاحب دمشق وحلب مبعوثين من قبله يسألونه أن يقف إلى جانب مولاهم في قتاله ضد المماليك

[1] المصدر نفسه صـ146.
[2] المصدر نفسه صـ146.
[3] العدوان الصليبي على بلاد الشام صـ147.
[4] المصدر نفسه صـ147.
[5] المصدر نفسه صـ148.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست