اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 60
الدين على حكم دمشق، على حين تولى الملك العادل الكرك والشوبك وولي الظاهر غازي حكم بلاد الشام الشمالية وكانت حلب عاصمته وتولى بقية أجزاء الدولة غير المهمة أبناء عمومته، ففي حمص حكم أفراد من أسرة تقي الدين عمر بن شاهنشاه [1]، وهكذا تفككت عُرى الدولة الإقليمية الكبرى التي جاهدت ثلاثة أجيال في إقامتها بمنطقة العراق والشام ومصر، عماد الدين زنكي، نور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبي، لقد كان تقسيم الدولة على نحو، كتقسيم التركات الخاصة سبباً في انهيار الوحدة السياسية للمنطقة وإطالة عمر الكيان الصليبي من ناحية أخرى [2]، فتفتت دوله صلاح الدين، وضعفت الحكومة المركزية بعد وفاته، وقامت الحروب بين ملوك بني أيوب بدافع التملك والتوسع.
9 ـ ضعف النظام الاستخباراتي: كانت مؤسسة البريد والاستخبارات في عهد صلاح الدين قد اشتهرت بالتفوق الدائم على ما كان عند الصليبين واتصفت بالدقة والسرعة حتى أن أخبار العدو كانت تتواصل إليه ساعة فساعة، إلى الصبح، لا سيما في حصار عكا، وكانت استخباراته تضم بعضاً من الصليبين الذين استأمنهم السلطان في مناسبات مختلفة، وتكمن أهمية هؤلاء أنهم كانوا يعرفون لغة العدو، ولا يشك فيهم أنهم رجال صلاح الدين، بسبب من سحنتهم ومظرهم الخارجي، فكانوا يزودون الجيش الأيوبي بأخبار العدو التي يصعب عليها عن طريق رجال استخباراته المسلمين فذات مرة أخبروا صلاح الدين ما ينوي العدو القيام به من كبس العسكر الإسلامي ليلاً [3] , [1] تاريخ مصر الإسلامية (2/ 96) جمال الشيال. [2] في تاريخ الأيوبيين والمماليك د. قاسم عبده صـ80. [3] صلاح الدين الأيوبي للصَّلاَّبي صـ381 ـ 382.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 60